You are currently viewing رحيل أيقونة السينما التونسية المخرجة والوزيرة مفيدة التلالي

رحيل أيقونة السينما التونسية المخرجة والوزيرة مفيدة التلالي

توفيت صباح يوم الأحد 7 فبراير 2021 المخرجة السينمائية التونسية ووزيرة الثقافة السابقة مفيدة التلاتلي عن عمر ناهز 74 عاما. ولدت مفيدة التلاتلي في مدينة سيدي بوسعيد بالضاحية الشمالية للعاصمة عام 1947، وحصلت على دبلوم المونتاج من معهد الدراسات العليا السينمائية في باريس عام 1968. لتعمل في التلفزيون الفرنسي محرّرة للنصوص ومديرة إنتاج، قبل أن تعود إلى تونس في 1972 وتنخرط في عالم الفن السابع الذي عشقته منذ كانت يافعة.

وأخرجت الراحلة في العام 1994 أول أفلامها “صمت القصور”، والذي عرض في مهرجان كان السينمائي وحصل على العديد من الجوائز العالمية، وهو الذي توّج في العام ذاته بتانيت قرطاج السينمائي، لتغدو التلاتلي بذلك أول مخرجة في العالم العربي وأفريقيا تتوّج بالتانيت الذهبي لقرطاج السينمائي.

والفيلم الذي أخرجته التلاتلي عن سيناريو مشترك بينها وبين النوري بوزيد تم اختياره في العام 2013، كخامس أفضل فيلم ضمن قائمة مرجعية لأفضل مئة فيلم عربي، وهو من بطولة هند صبري، وآمال الهذيلي وناجية الورغي وهشام رستم وكمال الفازع وسامي بوعجيلة وصباح بوزويتة وآخرين.

ويسرد الروائي الطويل قصة الشابة عليا المغنية الحامل التي يطلب منها حبيبها الإجهاض، وفي الأثناء تعلم الفتاة بنبأ وفاة سيدها السابق، الأمير علي، مالك القصر الكبير التي نشأت فيه، فتعود لتعزية عائلته.

وبعودتها إلى القصر تباغتها الذكريات، فتستعيد آلام أمّها التي كانت إحدى الخادمات فيه، بل وأكثر من ذلك فقد كانت الطباخة والراقصة والعشيقة.. وبشاعرية سينمائية تتسارع الذكريات في عقل عليا، فتتذكّر طفولتها وحيرتها وهي التي ولدت من أب مجهول الهوية في ذاك القصر المليء بالأسرار.

ومن أفلامها أيضا “موسم الرجال” الذي أنتجته في العام 2000، والذي تدور قصته حول نساء جزيرة جربة، (جنوب شرق تونس) وهجرة رجالهنّ وتفرقهم بعيدا عنهنّ للعمل خاصة في التجارة والصّناعات الحرفية التقليدية، لتسرد التلاتلي حجم الفراغ العاطفي والنفسي الذي تعيشه نساء الجزيرة الحالمة في ظل غياب أزواجهنّ. وهو من بطولة هند صبري في ثاني تعامل بينها وبين التلاتلي إلى جانب منى نورالدين وصباح بوزويتة وأحمد الحفيان وعلي الخميري وهيام الرصاع ووجيهة الجندوبي وآخرين.

وقامت التلاتلي التي أخرجت أيضا في العام 2004 فيلمها الثالث “نادية وسارة” بمونتاج العديد من الأفلام العربية التي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا مثل “ذاكرة خصبة” للفلسطيني ميشال خليفي و”حلفاوين” للتونسي فريد بوغدير و”عزيزة” لمواطنه عبداللطيف بن عمار و”نهلا” للجزائري فاروق بلوهة و”باب فوق السماء” للمغربية فريدة بليزيد.

واختيرت التلاتلي وزيرة للثقافة في حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت عقب إسقاط نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي عام 2011.

ونعى الراحلة عدد من نجوم السينما في تونس من بينهم درة زروق التي تعاونت مع الراحلة في فيلم “نادية وسارة”، حيث كتبت على تويتر “لا زلت لا أصدّق رحيل المخرجة التونسية المبدعة مفيدة التلاتلي، نحن نفقد في آخر سنتين الجيل الذي جعلنا نحب السينما والفن في الوطن العربي. رحلتي مبكّرا يا مفيدة”.

كما نعتها هند صبري بقولها “المرأة التي غيّرت حياتي رحلت اليوم.. المرأة الّتي اكتشفتني ورأت ما لم يراه غيرها، رحلت اليوم وطوت صفحة لم أكن جاهزة لطيّها. ‘موفا’.. المرأة، الأم.. شكرا على كلّ شيء شكرا معلّمتي. لروحك الطيبة السلام”.

وأكّدت إدارة مهرجان أسوان، أنه برحيل التلاتلي تفقد السينما التونسية والعربية واحدة من أهم رموزها، التي حملت على عاتقها مهمة التعبير عن معاناة المرأة، ونجحت في طرح مشاكلها على الشاشة الفضية بحرفية شديدة.