بالتراث والفنون نجتمع – بقلم د. عبد العزيز المسلم

772019

الفنون بأنواعها، الأدائية والبصرية والنغمية، خصوصاً التقليدية منها المسماة الفنون الشعبية من غناء ورقص وحرف يدوية وتشكيل المادة كالخوص أو خيوط القطن أو الصوف أو الحرير، كلها تجمع الناس وتنشر الود بينهم.

فالتراث الثقافي وخصوصاً المعنوي منه ينشر أطيافاً من الفرح والمودة بين الناس من دون قيود أو حواجز، لذلك سعت منظمة اليونيسكو، ودول أعضاء فيها أدركت مبكراً أهمية التراث الثقافي ودوره الإيجابي في تنمية المجتمع وإعلاء ذائقته وإنسانيته.. إلى إيجاد اتفاقية مهمة اسمها اتفاقية حماية التراث الثقافي المعنوي أو غير المادي.

جاء في مقدمة تلك الاتفاقية: «بالنظر إلى الترابط الحميم بين التراث الثقافي غير المادي والتراث المادي الثقافي والطبيعي، وإذ يلاحظ أن عمليتي العولمة والتحول الاجتماعي، إلى جانب ما توفرانه من ظروف مساعدة على إقامة حوار متجدد فيما بين الجماعات، فإنهما، شأنهما شأن ظواهر التعصب، تعرضان التراث الثقافي غير المادي لأخطار التدهور والزوال والتدمير، ولا سيما بسبب الافتقار إلى الموارد اللازمة لصون هذا التراث»، وهذه الرؤية حسب الوثيقة تأتي «إدراكاً منه للرغبة العالمية النطاق والشاغل المشترك فيما يتعلق بصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية.. ونظراً لضرورة تعزيز الوعي، وخاصة بين الأجيال الناشئة، بأهمية التراث الثقافي غير المادي وبأهمية حمايته، وإذ يرى أنه ينبغي للمجتمع الدولي أن يسهم مع الدول الأطراف في هذه الاتفاقية في صون هذا التراث بروح من التعاون والمساعدة المتبادلة»، ضمن تلك الوثيقة يذكّر ببرامج اليونيسكو الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي، لا سيما إعلان روائع التراث الشفهي وغير المادي للبشرية، «ونظراً للدور القيّم للغاية الذي يؤديه التراث غير المادي في التقارب والتبادل والتفاهم بين البشر يعتمد هذه الاتفاقية في هذا اليوم السابع عشر من شهر أكتوبر/‏‏ تشرين الأول عام 2003»، جئت على ذكر ما سبق بعد أن حضرت المهرجان الدولي للفنون الشعبية السادس، والذي جسد التعايش والمودة بين الشعوب، وكان ذلك في مبنى منظمة اليونيسكو وبرعاية منها، وبتنظيم المجلس الدولي لمنظمات مهرجانات التراث والفنون الشعبية، وبدعم مادي ورعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبمشاركة فرقة الشارقة الوطنية التابعة لمعهد الشارقة للتراث.

جريدة الرؤية