تِلكَ السُنونُ الغارِباتُ وَرائي – شعر إيليا أبي ماضي

تِلكَ السُنونُ الغارِباتُ وَرائي

سِفرٌ كَتَبتُ حُروفَهُ بِدِمائي

ما عِشتُها لِأَعُدَّها بَل عِشتُها

لِتَبينَ في سيمائِها سيمائي

سِيّانَ لَو أَنّي قَنِعتُ بِعَدِّها

عُمري وَعُمرُ الصَخرَةِ الصَمّاءِ

وَلَبَذَّني يَومَ التَفاخُرِ شاطِئٌ

ما فيهِ غَيرُ رِمالِهِ الخَرساءِ

لاحَت لِيَ العَلياءُ في آفاقِها

فَأَرَدتُها دَرباً إِلى العَلياءِ

وَمَحَبَّةً لِلخَيرِ تَسري في دَمي

وَرِعايَةً لِلضَعفِ وَالضُعَفاءِ

وَعِبادَةً لِلحَقِّ أَينَ وَجَدتُهُ

وَالحُسنِ في الأَحياءِ وَالأَشياءِ

لِتَدورَ بَعدي قِصَّةٌ عَن شاعِرٍ

رَقَصَت بِهِ الدُنيا جَناحَ ضِياءِ

نَشَرَ الطُيوبَ عَلى دُروبِ حَياتِهِ

وَسَرى هَوىً في الطيبِ وَالأَنداءِ

إيليا أبي ماضي

(1889م-1957م)