هدى بركات تخطف جائزة البوكر العربية بالتصويت… بعدما رشحتها لجنة التحكيم

abdowazn

فازت الروائية اللبنانية هدى بركات بجائزة البوكر العربية عن روايتها “بريد الليل” (دارالآداب)… هذا الخبر سيعلن عند الساعة السابعة من مساء اليوم في ابوظبي خلال احتفال تقيمه إدارة الجائزة. وكان  الخبر بلغ “اندبندنت عربية” قبل ساعات ، عبر “تسريبة” سرية قد يكون وراءها دار نشر عربية استُبعدت الرواية التي رشحتها،  ومرجعها كما قيل، عضو في لجنة التحكيم هو( أوهي) على صداقة بالإسم المرشح الذي وصل الى القائمة القصيرة. وعلمت “اندبندنت عربية” أن الإجتماع  الأخير للجنة التحكيم أمس كان شبه عاصف وشهد سجالاً امتد ساعات وانتهى إلى التصويت.

أما المفاجأة التي حمتلها الجائزة فتتمثل في فوز كاتبة كانت أصلا رفضت الترشح، واعتذرت من الدار التي تنشر أعمالها، لكنّ لجنة التحكيم هي التي طلبت ترشيحها أو رشحتها بعد استئذان دار الآداب التي اقنعت هدى بركات بضرورة الترشح. وبحسب نظام الجائزة يحق للجنة التحكيم، إذا ما وجدت نقصاً أو ضعفاً في القائمة، أن ترشح رواية غير مرشحة، شرط أن توافق الدار وصاحب الرواية. وما كان حفز بركات إلى رفض الترشح  ليس التبجح او التكبر، بل هو عدم وصول روايتها إلى القائمة القصيرة في جائزة الشيخ زايد للإبداع الادبي هذه السنة، وفي ظنها أن الحظ  لن يواتيها في البوكر. ولكن حصل ما لم يكن متوقعاً، ليس لأن الرواية لا تستحق الفوز، بل لأن الكثيرين اعتبروها رواية قصيرة حتى لتكاد تكون أاقرب الى “النوفيلا” او القصة الطويلة، على خلاف الروايات الدسمة التي تترشح عادة إلى “البوكر”.

خطفت بركات الجائزة ويمكن وصف هذا الفوز ب”الإنتقام” فهي لم تصل إلا مرة واحدة الى اللائحة الطويلة للبوكر العربية عبر روايتها “ملكوت هذه الارض” العام 2013، بينما بلغت القائمة القصيرة لجائزة “مان بوكر العالمية” للعام 2015 التي كانت تمنح آنذاك مرة كل سنتين عن مجمل أعمال الكاتب- الكاتبة وهي من الجوائز المهمة جداً عالمياً ، وفازت أيضا العام 2000 بجائزة نجيب محفوظ عن روايتها “حارث المياه” وبجائزة سلطان العويس العام 2018… اما لجنة تحكيم البوكر فتألفت هذه السنة من: شرف الدين ماجدولين (رئيس اللجنة)، أكاديمي وناقد مغربي متخصص في السرديات والدراسات المقارنة، وفوزية أبو خالد، شاعرة وباحثة سعودية في القضايا الاجتماعية والسياسية، زليخة أبوريشة، شاعرة وناشطة أردنية في قضايا المرأة وحقوق الإنسان ، لطيف زيتوني، أكاديمي وناقد لبناني متخصص في السرديات وتشانغ هونغ يي، أكاديمية ومترجمة وباحثة صينية. وكان على هذه اللجنة أن تتناقش وتتجادل وتختلف ثم تتفق على اسم هدى بركات بالتصويت.

 أما الأسماء الأخرى في اللائحة القصيرة التي تنافست على الجائزة الأاولى فهي: الأردنية كفى الزعبي (شمس بيضاء باردة)، السورية شهلا العجيلي (صيف مع العدو)، المصري عادل عصمت (الوصايا)، العراقية إنعام كجه جي (النبيذة)، المغربي محمد المعزوز (بأي ذنب رحلت؟). وبررت اللجنة فوز بركات معتبرة  “أن رواية “بريد الليل” رواية حول بشر هاربين من مصائرهم، وقد اصبح الصمت والعزلة والكآبة والاضطراب كونهم الجديد، وهى رواية إنسانية ذكية الحبكة توازن بين جدة التكنيك وجمال الأسلوب وراهنية الموضوع الذى تعالجه”.

 اللافت في رواية “بريد الليل” أن صاحبتها اعتمدت تقنية المراسلة أو كتابة الرسائل  لتسرد حكايات أصحاب هذه الرسائل، وهم شبه مجهولين، كتبوها من دون أن يرسلوها فضاعت، لا سيما بعد عدم مجيء ساعي البريد الذي تمتدحه الروائية وتتحسر على زمانه . الرسائل شاءتها الكاتبة خمساً، بينما تتوزع الرواية على ثلاثة فصول هي: خلف النافذة، في المطار، موت البوسطجي. والعناوين هذه تتداخل رمزياً لترسخ معاناة الأشخاص الذين يكتبون الرسائل والاشخاص الذين تتوجه الرسائل اليهم وهم لن يتلقوها، فتظل مجرد رسائل تروي مآسي شخصية وجماعية. في الرسالة الأولى يكتب رجل إلى حبيبته المفترضة، معترفاً أنه يكتب الرسالة الأاولى في حياته والوحيدة. يروي لها كيف قُبض عليه وعُذب وقُمع وكيف راح يعمل في خدمة عسكري حتى أصبح رجلا قاسيا يقمع الاخرين. في الرسالة الثانية سيدة في فندق تكتب رسالة إلى رجل تنتظر قدومه مع أنها تعلم أنه لن يأتي. في الرسالة الثالثة شاب يكتب الى أمه محاولا إقناعها ببراءته وبأنه لم يرتكب جريمة قتل. وهكذا دواليك…

 هدى بركات من مواليد بيروت العام 1952. عملت في التدريس والصحافة وتعيش حالياً في باريس. أصدرت ست روايات ومسرحيتين ومجموعة قصصية بالإضافة إلى كتاب يوميات. وشاركت في كتب جماعية باللغة الفرنسية. ترجمت أعمالها إلى العديد من اللغات. منحتها الدولة الفرنسية وسامين رفيعين. من أعمالها الروائية: “حجر الضحك” (1990)، “أهل الهوى” (1993)، “حارث المياه” (2000) ، “سيدي وحبيبي” (2004) ، “ملكوت هذه الأرض” (2012).

www.independentarabia.com