تَهَضَّمَني قَدُّكِ الأهيفُ – شعر محمد مهدي الجواهري

تَهَضَّمَني قَدُّكِ الأهيفُ
وألهَبَني حُسنُك المُترَفُ
وضايَقَني أنَّ ذاك المِشَّدَ
يضيقُ به خَصرُك المُرهَف
وقد جُنَّ وركُكِ من غَيظِه
سَمينٌ يُناهِضُه أعجَف
فداءً لعَينَيك كلُّ العيون
أخالَط جفنيهِما قَرْقفَ
كأنّي أرى القُبَلَ العابثاتِ
من بينِ مُوقَيهِما تَنْطِف
ورعشةَ أهدابِك المثقلاتِ
على فرْط ما حُمِّلَت تَحْلِف
كما الليلُ صَبَّ السَوادَ المُخيفَ
صَبَّ الهوى شعرُك الأغدَف
تَلَبَّدَ مِثلَ ظَليلِ الغمام
وراحتْ به غُمَمٌ تُكْشَف
أطار الغرورَ نثيرُ الجديلِ على
دَورة البَدر اذ يُعقفَ
وراحَ الحُلُي على المِعصمَين
بأعذبَ الحانِه يَعزِف
وأوشكَ هذا النسيجُ اللصيقُ
بنَهديك من فَرْحةٍ يهتِف
وكاد يُذيعُ حديث الجنانِ
واسرارَ كَوثَرِه المُطرّف
مُنى النفسِ إنَّ المنى تَرتَمى
على قَدَمَيكِ وتَستَعطِف
وطوعَ يَدَيك كما تَشْتَهين
حياةٌ تجَدَّدُ او تَتْلَف
محمد مهدي الجواهري
(1899 ـ 1997)