عبدالله صالح: أين كاتبات المسرح في الإمارات؟ – حوار عثمان حسن

«في ظل جائحة كورونا، غاب الفعل المسرحي عن تأدية دوره الثقافي والحضاري، ولقد شعرنا نحن- العاملين في المسرح بنوع من الإحباط، خاصة أن هناك العديد من الفنانين والمخرجين والكتاب الذين يعتاشون على المسرح».. بهذه العبارة، بدأ الفنان المسرحي الإماراتي عبدالله صالح حديثه عن هموم ومطالب القطاع الفني في الإمارات، وهو يرى أن هذا القطاع لا يزال ينتظر قيام المؤسسات الرسمية المعنية بالسماح لاستئناف النشاط الفني المسرحي، مع الالتزام بالاحتياطات المطلوبة في ظل الجائحة، وأكثر من ذلك، فهو يطالب الجهات الثقافية المسؤولة بضرورة إصدار قرارات عاجلة لاستئناف هذا النشاط، وهو الذي سينعكس إيجاباً على الفرق المسرحية، ويتطرق صالح إلى الكثير من هموم المسرح، ويلاحظ عزوف الأديبات الإماراتيات عن الكتابة للمسرح.

يقول عبدالله صالح: «لقد أرهقتنا جائحة كورونا، فبتنا مقيدين وشبه عاطلين عن العمل، ونحن نطالب بعودة النشاط المسرحي، لتأدية دوره الحضاري»، ويتابع: إذا استمرت الحال كما هي عليه، فهذا سيضر الحركة المسرحية«، وفي ذات الإطار يتساءل عبدالله صالح عن مصير المهرجانات المسرحية الراسخة في الإمارات، هل ستنطلق في موعدها أم لا؟

تفاوت 

وفي معرض توصيفه لواقع «أبو الفنون» في ظلال الجائحة، يقول عبدالله صالح:«هناك تفاوت ملحوظ بين إمارة وأخرى في استئناف النشاط المسرحي، ما يدعونا لكسر عزلة المسرح ومزاولة الأنشطة الفنية المعروفة كالورش والتدريبات والعروض الفنية المختلفة على مسارح الدولة». وفي هذا الإطار، يستذكر عبدالله صالح بعض ما بادر إليه«مسرح دبي الوطني»، الذي نظم بعض النشاطات الفنية الافتراضية، ذات الصلة باللقاءات والورش المسرحية المختصة، في حين لم تبادر فرق كثيرة بمثل هذه النشاطات، وهو الذي يؤكد بحسب عبدالله صالح على أن الحاجة أصبحت ماسة، وملحة لممارسة النشاط الفني من أوسع أبوابه، وفي كل إمارات الدولة.

ويشير عبدالله صالح إلى دور جمعية المسرحيين الإماراتيين، التي رغم الظروف الصعبة التي جلبتها أزمة«كورونا» استمرت في تقديم عدة لقاءات افتراضية حول الفن المسرحي، ويقول:«ربما كانت الجمعية هي الجهة الوحيدة التي ذكرتنا بالمسرح، في ظل سطوة الجائحة».

ترسيخ

ويلفت صالح إلى مسألة غاية في الأهمية، ولها علاقة بترسيخ الفن المسرحي، فالجهات المعنية مطالبة بوضع خطط واضحة تحتضن كافة الفرق المسرحية التي لا تزال إلى اليوم تنتظر مأسسة هذا القطاع، خاصة أن معظم هذه الفرق، ترتكز على شباب متطوعين، لا يتقاضون أجراً مادياً، وهذا لا يلبي طموح عاشقي المسرح،ويؤكد أن «أبو الفنون» يحتاج إلى حاضنة حقيقية ترتب أوضاع العاملين في المسرح، من فنيين، ومخرجين، ومؤلفين، وممثلين مسرحيين، وعند ذلك يمكن المراهنة على ازدهار الفن المسرحي في الدولة، وتقديمه لإنجازات كبرى تضاهي ما يتم إنجازه في الدول المتقدمة.

يقول صالح:«من دون الاستثمار في الفن المسرحي، لا يمكن أن تكون هناك ريادة فنية حقيقية، ومن دون بناء صرح مسرحي مدعوم مادياً ومعنوياً، لا يتقدم المسرح، وهذا يجب أن يكون متبوعاً بتخصيص ميزانيات متفق عليها لاستمرار حالة مسرحية نموذجية يراهن على نتائجها في المستقبل، خاصة أن معظم الفرق المسرحية ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأندية الرياضية»، ويتابع:«يجب أن تكون هناك حوافز مادية معقولة، تخصصها الأندية لمصلحة هذه الفرق، وأن تكون هناك جهة مشرفة عليا، تراقب استثمارات هذه الأندية، وتخصص جزءاً من ميزانياتها لدعم الفرق المسرحية».

أسئلة

ويطرح عبد الله صالح سؤالاً يتعلق بالمسرح والمرأة، وهو: أين كاتبات المسرح في الإمارات؟، ومرجعيات هذا السؤال بالنسبة لعبدالله صالح تأتي من خلال زياراته المتكررة لمعرضي الشارقة الدولي ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث يلاحظ دائماً أن هناك العديد من الروائيات الإماراتيات اللواتي يصدرن في كل عام عشرات الأعمال الأدبية وخاصة في القصة والرواية، ومع ذلك لا نلمس اتجاهاً عند هؤلاء الكاتبات لاحتراف التأليف المسرحي، ما يصفه ب«عزوف»الأديبات الإماراتيات عن الكتابة للمسرح، وهو إلى اليوم يعجز عن فهم أسباب هذا العزوف، الذي يرى أنه ليس مبرراً على الإطلاق، ويشير عبدالله صالح إلى نشاط قلة من الكاتبات الإماراتيات اللواتي اهتممن بالتأليف المسرحي وأبرزهن باسمة يونس.

ويتحدث صالح عن قضية التأليف المسرحي، بوصفها قضية لا تزال إلى اليوم تشكل أرقاً للجسم الفني في الإمارات، فمعظم العروض المحلية إنما هي معدة عن أعمال عربية وعالمية، والحاجة ملحة اليوم، لتنشيط فن الكتابة المسرحية، التي تشكل الورش إحدى تجلياتها، لكنها –أي الورش- وبكل الأحوال تظل مجرد مبادرات شخصية من بعض الفنانين الإماراتيين، آخرها ما قام به الفنان مرعي الحليان الذي نظم ورشة:«كيف تحول رواية إلى عمل مسرحي؟»، ومع ذلك يرى صالح أن مشكلة التأليف المسرحي المحلي، تظل قائمة، وهي تبحث من قبل الجهات المعنية عن حل.

جريدة الخليج