You are currently viewing مصر تنقذ من مزاد في لندن مخطوطاً أثرياً فُقِد قبل 4 عقود

مصر تنقذ من مزاد في لندن مخطوطاً أثرياً فُقِد قبل 4 عقود

استعادت مصر نسختها من مخطوط «المختصر في علم التاريخ» لمحيي الدين الكافيجي، بعد أن أوقفت بيعها عبر مزادٍ في لندن. وتحدثت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم في مؤتمر صحافي أمس عن الجهود التي بُذلت في هذا الصدد، وشارك فيها مسؤولون في اتحاد الأثريين العرب ووزارتي الخارجية والآثار المصريتين منذ نيسان (أبريل) الماضي.

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، المدير السابق للهيئة المصرية العامة لدار الكتب والوثائق القومية أيمن فؤاد سيد لـ «الحياة»، إن المخطوط الذي يزيد عمره على ستة قرون ويتألف من 56 صفحة، متاح نصاً، سواء عبر الإنترنت أو في مكتبات وطنية وكتب عدة، إلا أن أهمية استرداده تكمن في كونه أثراً مصرياً نادراً. وأشار إلى أن المستشرق الأميركي فرانز روزنتال (1914- 2003) سبق أن حقق هذا المخطوط ونشره عام 1952 ضمن كتابه «علم التاريخ عند المسلمين»، مشيراً إلى أن سرقته من دار الكتب (المكتبة الوطنية) المصرية قبل أكثر من أربعة عقود تمت في ظروف وملابسات لا تزال غامضة، وهو أمر ينطبق على حالات أخرى مماثلة لا زالت تتكرر برغم التقدم الذي تحقق في وسائل التأمين ضد السرقة. ونشر روزنتال في الكتاب ذاته نصوصاً مرجعية أخرى؛ منها «الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ أهل التاريخ» للسخاوي، وقام أيضاً بتحقيق مقدمة ابن خلدون وتاريخ الطبري وترجمتهما إلى اللغة الإنكليزية، وقدم في كتابه القيّم: «مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي»، رؤية متكاملة لمساهمات العقل المسلم في إنتاج المعرفة، وتأثيراتها على تطور الحضارة الغربية.

يشار إلى أن مخطوط الكافيجي كان قبل فقده ضمن مقتنيات دار الكتب المصرية، ويحمل الرقم 528 في السجلات القديمة. وأكد رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية المصرية هشام عزمي التواصل مع وزارتي الخارجية والآثار وسفارة مصر في لندن، لمخاطبة صالة المزادات بغرض وقف بيع المخطوط إلى حين استكمال إجراءات إثبات أنه أثرٌ، وليس من حق الغير بيعه أو التصرف فيه.

كما أوضح رئيس إدارة الآثار المستردة شعبان عبدالجواد، أن الإدارة تتابع باستمرار مواقع المزادات العالمية وصالاتها التي تقوم بعرض قطع أثرية مصرية، أصلية أو مقلدة للبيع، باعتبار أن ذلك جريمة في حق التاريخ ينبغي منعها بالوسائل القانونية.

وأكد الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب محمد الكحلاوي، أن الكافيجي فرغ من تأليف هذا المخطوط في 8 رجب 867 هـ، وتوفي في 4 جمادى الأول عام 879هـ، وهو من المخطوطات القديمة المسجلة رسمياً، مشيراً إلى أن الباحث محمد كمال عز الدين حققه ونشر بعض صفحاته في كتاب صدر عام 1990 عن «مكتبة عالم الكتب».

ومن أجل استعادة المخطوط الذي يعود إلى القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي)، قُدمت نسخة محقّقة منه، وتبيّن تطابقها مع ما نشرته صالة المزادات اللندنية على الإنترنت.

يذكر أن الكافيجي (788- 879 هـ) هو محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي الحنفي محيي الدين، أبو عبد الله الكافيجي، وهو رومي الأصل، اشتُهِر في مصر وتولى وظائف عدة، منها: مشيخة الخانقاه الشيخونية.

جريدة الحياة