سلطان الوفاء – بقلم د.عارف الشيخ

د.عارف الشيخ

جميل أن يوفق الله تعالى عبده للخير في هذه الدنيا فيطيعه ولا يعصيه. وجميل بالمرء أن يستثمر وقته وصحته وماله وشبابه وحياته في ما ينفع آخرته.
وإلى مثل هذا أشار الحديث النبوي الشريف: اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.
نعم… إن الحياة لن تدوم مهما يطل بك العمر، وإنك أيها الإنسان بعد هذه الحياة أحد اثنين لا محالة: إما أن تذكر بالسوء والعياذ بالله، وإما أن تذكر بالخير، وقد صدق الشاعر إذ قال:
وما من كاتب إلا سيبلى
ويبقى الدهر ما كتبت يداهُ
فلا تكتب بخطك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
ان ما يفعله صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة من الأشياء التي تسره يوم القيامة أن يراها، وقد قال الله تعالى: «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ»، سورة الحاقة.
لقد افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة معرض الكتاب الدولي في الحادي والثلاثين من أكتوبر، والمعرض ليس عرضاً للكتب فقط، وإنما على هامشه تقام فعاليات متعددة في كل عام، وهذه الفعاليات تزداد عاماً بعد عام بحسب توجيهات سموه.
ففي معرض هذا العام تجلى سلطان الوفاء في أبهج صور الوفاء، حيث كرّم في حفل الافتتاح حرمه أمّ أولاده ورفيقة دربه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، فقدم لها إكليل الشارقة، تقديراً لعطاء سموها في مجال الإنسانية ومساعدة الفقراء والأيتام وغيرها.
ومن شدة إعجاب صاحب السمو بدور سموها وتفانيها في عمل الخير، كرّمها بالمحسوس أولاً، فكان إكليلاً مرصعاً بالجواهر الثمينة، وكرّمها بالإحساس ثانياً، فكان تعبيراً جميلاً صاغه على شكل قصيدة معبرة.
قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عن هذا التكريم: «إن هدية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تقدير مستحق لدور سموها في خدمة المجتمع، فهنيئاً للقلب الكبير (الشيخة جواهر) هذا التكريم، وهنيئاً لكل إماراتي هذا النموذج المخلص الذي يمثله صاحب السمو حاكم الشارقة».
نعم وكان سموه كعادته وفياً مع الثقافة التي بدأت مسيرته معها منذ عام 1979 حيث قال: الثقافة في الشارقة في سنة 1979 أطلقت نداء للكف من الكونكريت والالتفات إلى الثقافة، قال سموه وبدأنا المسيرة، وها نحن في السنة القادمة 2019 نكون قد أكملنا أربعين سنة من العطاء المستمر.
وقال سموه بأن برنامج الشارقة الفكري عالمي ومستمر إن شاء الله، وسوف نرتقي بالإنسان في حب الكلمة الصادقة والمعرفة.
أقول، وهكذا استطاع معرض الشارقة للكتاب أن يصبح مصدراً لجذب الأنظار، ويثبت أن للكتاب والقراءة بريقاً لا يشبه بريق الاقتصاد وسوق المال، بل هو أكثر إثارة وجذباً، لأن الكتاب يلهم الأمم فعل الخير، ويربط الحاضر بالماضي والمستقبل، ولو لم يكن كذلك لما دعا القرآن الكريم أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى القراءة بقوله اقرأ، ولو لم يكن كذلك أيضاً لما مجّد القرآن القلم بقوله: «ن والقلم وما يسطرون».
نعم… يا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لقد سهرت في طلب العلم فنلته، وأسهرت عينك في طلب المجد لا الشهرة، فأعطاك الله المجد والشهرة من غير طلب، وأنت اليوم أيضاً تستحق تاج التكريم، لكنك تأبى إلا أن تدخره ليوم القيامة لتتسلمه من لدن رب العالمين يوم تعطى كتابك باليمين إن شاء الله فهنيئاً لك. 

جريدة الخليج