التسامح لغة الإمارات – بقلم د. حمد الشيباني

20102019

يعتبر التسامح أحد أهم القيم التي تبرز الوجه الحضاري للمجتمعات، نظراً لمخرجاته التي تحقق التضامن والوحدة بين أفراد المجتمع الواحد، وتعزز مفاهيم المساواة والعدل والحرية، عبر احترام عقائد وثقافات الآخرين، كنهج ثابت لا يقبل المساومة أو التغير أو التجاوز على القامة الإنسانية.

ولم يكن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، “المعهد الدولي للتسامح”، أول معهد للتسامح في العالم العربي، سوى ترجمة حقيقية لهذا النهج، الذي قامت عليه دولتنا الحبيبة ، عندما أرسى آباؤنا المؤسسون قواعد ثابتة، ترتكز على تقبل الآخر دون النظر إلى لونه، أو عرقه، أو دينه.

وكانت هذه القواعد باكورة لثقافة عامة ترسخت لدى أفراد المجتمع الإماراتي، الذي تحتضن أرضه الطيبة أكثر من مئتي جنسية مختلفة، يعيش أفرادها تحت مظلة واحدة، منسجمين، يتعامل كل منهم مع الآخر وفق نهج التسامح الذي خطته الدولة وغرسته ليغدوا أحد أركان ومقومات الوجود على ارض الإمارات.

وبما أن قاعدة التسامح راسخة، والثقافة التي تعزز من مفاهيمها سائدة، فإن المعهد الدولي للتسامح، يسعى الى تطوير منظومة التعليم  في المؤسسات التعليمية التي تتحمل مسؤولية كبيرة في إشاعة ثقافة التعايش وتعزيزها لضمان التوازن الاجتماعي ،ويأتي ذلك عبر دمج  مفاهيم التسامح بالمناهج الدراسية واصدار الدراسات والأبحاث المتخصصة ، ليس على الصعيد المحلي فحسب، بل على الصعيدين الإقليمي والعالمي، الى جانب تقديم المعهد وطرحه جملة من المبادرات والبرامج والأنشطة الهادفة .

ولم تكتف دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن مساعيها لجعل التسامح سمة العصر، بإطلاق المعهد الدولي للتسامح، بل أتبعتها بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح  العالمية، التي تستمد مضامينها من تعاليم ديننا الحنيف وموروثاتنا الإنسانية، التي عززت مكانة الإمارات على خارطة السلام العالمية.

ولعل ما يزيد من أهمية مبادرات التسامح التي تطلقها الدولة، أنها ركيزة لمنظومة ثقافية وعلمية، وجسراً لتفعيل الحوارات البناءة، وحافزاً للأفراد نحو تحقيق أعلى مراتب التعليم والثقافة، بطرق سليمة، ترسخ مفاهيم التسامح وتحترم حقوق الآخرين.

وفي المحصلة فإن ما تقدمه دولة  الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدلة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله واخوانهم أصحاب السمو   حكام الامارات ، جعل منها شريكاً أساسياً في ترسيخ الروابط الإنسانية، كونها ترتكز إلى تجربة حية، عبر قدرتها على صهر اختلاف ثقافات ولغات أكثر من مئتي جنسية في بوتقة إنسانية واحدة، عززت من مكانتها كعاصمة عالمية لقيم التسامح وتقبل الآخر، ونشر السلام، وتفعيل لغة الحوار والتقارب بين الشعوب.

https://iit.gov.ae