عيون وآذان ( الشعراء النصارى العرب والإسلام – 1) – بقلم جهاد الخازن

1862018جهاد الخازن

المدائح النبوية التي قالها أحمد شوقي رائعة سبق أن أشرت إليها في هذه الزاوية وأتمثل دائماً ببعض ما ورد فيها مثل: يا رب أحسنت بدء المسلمين به (الإسلام)/ فتمم الفضل وامنح حسن مختتم. وأيضاً: وما نيل المطالب بالتمني/ ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

مع عيد الفطر هذه الأيام أتوكأ على ما قال شعراء عرب من النصارى في الإسلام ونبيّه الكريم محمد وأعياد المسلمين.

حنا الطباع، من لبنان، قال:

رمضان عيدك أكرم الأعياد/ سيّان حاضرنا به والبادي

عيسى وأحمد في السماء تصافحا/ فتصافحت في الأرض بيض أيادي

أرض النبوة والأخوة والهدى/ مهد النبي ومهد عيسى الفادي

شبلي الشميّل قال:

دع من محمد في سدى قرآنه/ ما قد نحاه للحمة الغايات

أو ما حوت في نافع الألفاظ من/ حكم روادع للهوى وعظات

أما خليل مطران، شاعر القطرين، مصر ولبنان، فله في رأس السنة الهجرية:

هلّ الهلال فحيوا طالع العيد/ حيوا البشير بتحقيق المواعيد

يا أيها الرمز تستجلي العقول به/ لحكمة الله معنى غير محدود

ويقول نقولا فياض عن النبي محمد:

نبي العرب ألهمني بيانا/ على عجزي أهز به الزمانا

وأرفع للنفوس لواء حق/ وأبسطه على الدنيا أمانا

واجعل في حنايا كل صدر/ لمولدك المبارك مهرجانا

أما شبلي الملاط، ابن صيدا، فيقول:

من للزمان بمثل فضل محمد/ وعدالة كعدالة الخطاب

رفع الرسول عماد أمة يعرب/ وأعزها بالآل والأصحاب

غشت الفتوح وصفقت راياتها/ في الشرق فوق أباطح وهضاب

وتغلغلت في الغرب طائرة على/ أكتاف صقر جارح وعقاب

الشاعر اللبناني مارون عبود سمّى ابنه محمد مارون وقال:

عشت يا ابني عشت يا خير صبي/ ولدته أمه في رجب

فهتفنا واسمه محمد/ أيها التاريخ لا تستغرب

والنبي القرشي المصطفى/ آية للشرق وفخر العرب

أما حليم دموس فله قصيدة عنوانها «حقيقة الإسلام» يقول فيها:

أنا كيف سرت أرى العروبة قِبلتي/ وبني العروبة منيتي ومرامي

أخوان قرآن بشير هداية/ ورفاق انجيل رسول سلام

أهفو اليهم بكرة وعشية/ ولهم وقفت من الصبا أقلامي

سابا زريق له قصيدة عنوانها «مولد النبي الهاشمي» يقول فيها:

فاض نورٌ مذهب اللألاء/ رابيا كالعُباب في الأجواء

وعلت صيحة الملائكة أسرابا/ تهادي مسلسلات الغناء

فاذا الحق في الوليد مطلا/ والشعاع القدسي في السيماء

جبران تويني، والد الصديق الراحل غسّان تويني، ومؤسس جريدة «النهار»، له قصيدة عنوانها «مناسك الحج» يقول فيها:

هذا الحجيج أقبلا/ مكبّرا مهللا

يطوف بالبيت العتيق/ ساعيا مهرولا

الله لا إله إلا الله/ قم حيّ على

ويناجي النبي في مهبط الوحي/ هنيئا لمن يناجي النبيا

الياس فرحات له قصيدة عنوانها «يا رسول الله» ومنها:

غمر الدنيا بأنوار النبوة/ كوكب لم تدرك الشمس علوّه

لم يكد يلمع حتى أصبحت/ ترقب الدنيا ومن فيها دنوّه

بينما الكون ظلام دامس/ فتحت في مكة للنور كوّة

وطمى الإسلام بحرا زاخزا/ بأواذيّ المعالي والفتوّة

جورج صيدح قال في «المولد النبوي»

وجه أطل على الزمان/ لألاؤه شق العنان

فيه شعاع النيّرات/ وفيه أنفاس الجنان

زهت العروبة وابتنت/ للمجد ما لم يبنِ بان

أكمل غداً.

جريدة الحياة