كمقهى صغير على شارع الغرباء – شعر محمود درويش

كمقهى صغير على شارع الغرباء –

هو الحُبُّ… يفتح أَبوابه للجميع.

كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:

إذا هَطَلَ المطُر ازداد رُوَّادُهُ،

وإذا اعتدل الجوُّ قَلُّوا ومَلُّوا..

أنا ههنا – يا غريبةُ – في الركن أجلس

[ما لون عينيكِ؟ ما اُسمك؟ كيف

أناديك حين تَمُرِّين بي, وأنا جالس

في انتظاركِ؟]

مقهى صغيرٌ هو الحبُّ. أَطلب كأسَيْ

نبيذٍ وأَشرب نخبي ونخبك . أَحمل

قُبَّعتين وشمسيَّةً. إنها تمطر الآن.

تمطر أكثر من أَيّ يوم، ولا تدخلين.

أَقول لنفسي أَخيراً: لعلَّ التي كنت

أنتظرُ انتظَرَتْني… أَو انتظرتْ رجلاً

آخرَ – انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ,

وكانت تقول: أَنا ههنا في انتظاركَ.

[ما لون عينيكَ؟ أَيَّ نبيذٍ تحبُّ؟

وما اُسمُكَ ؟ كيف أناديكَ حين

تمرُّ أَمامي]

كمقهى صغيرٍ هو الحُبّ….

 

محمود درويش

شاعر فلسطيني راحل (1941 ـ 2008)