معرض أبوظبي الدولي للكتاب

ابراهيم-الهاشمي

هذه الدورة -كما صرح القائمون على المعرض- ستكون مختلفة تماماً وبتطور غير مسبوق، وبحضور فكري متنوع، وفعاليات تجنح إلى النوع أكثر منها إلى الكم.

إن معارض الكتب التي تقام في الإمارات تؤكد بلا جدال أنها في تطور مستمر، لا على الصعيدين المحلي والإقليمي فقط، بل على الصعيدين العربي والعالمي، محققة الانتشار بشكل لافت سواءً على مستوى المشاركة من دور النشر أو الأنشطة المختلفة، وبمستوى الحضور الجماهيري، مع تطور سنوي لافت يعمل فقط على الإجادة وتقديم الأفضل.

إن صناعة الثقافة ليست مجرد ترف فكري وليست مجرد رفاهية، أو هي عملية هامشية، بل هي من صميم الأولويات في استراتيجية الدولة، إذ عقدت الدولة عدة فعاليات لتنمية الصناعة الثقافية عبر الخلوات مثل «خلوة ال100» لدراسة أفكار المعنيين بالثقافة، التي نتج عنها قانون القراءة وعام القراءة، ومن ثم الإعلان عن شهر مارس شهراً للقراءة في كل عام.

صناعة الثقافة تحتاج إلى فكر يتعامل مع الثقافة كمنتج يصب مثل غيره في اقتصاديات البلاد، وله تأثيره مثل غيره لو تم التعامل معه بإيجابية وفكر مستنير، والمجهود الذي تقدمه الجهات الثقافية في الدولة يؤكد أننا نستطيع أن نقدم الثقافة بشكل لافت ومنتج، خصوصاً إذا تكاتفت الجهود وتواصل التعاون.

معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال33 سيحقق كما هو العهد به وبالقائمين عليه نقلة نوعية تصب في صالح الثقافة والمثقفين، وتؤكد للجميع أن العمل الثقافي في بلادنا يستطيع بكل اقتدار منافسة الجميع وتقديم الباهر والنوعي الذي يصنع الثقافة أكثر من مجرد تقديمها فقط، منتجاً لها بكل حرفية، في صميمه لا على هامشها.

حضور هذا المعرض ومكانته يتجذران ويتأصلان عاماً بعد عام، ويجعلاننا على ثقة بأن القادم أفضل وأجمل، وأن الثقافة والأدب والمعرفة والفن أشياء أصيلة في استراتيجية هذا الوطن المعطاء.

معرض أبوظبي الدولي للكتاب

جريدة الخليج