You are currently viewing مؤسسة العويس تختتم مهرجانهاً الشعري الافتراضي الأول “تحية للشاعر الراحل سلطان العويس”  شعراء عرب يحولون الفضاء الافتراضي  إلى عالم من الجمال والسحر والعذوبة

مؤسسة العويس تختتم مهرجانهاً الشعري الافتراضي الأول “تحية للشاعر الراحل سلطان العويس” شعراء عرب يحولون الفضاء الافتراضي إلى عالم من الجمال والسحر والعذوبة

على مدار يومين، نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية (افتراضيا) مهرجاناً شعرياً كبيراً بعنوان “مهرجان العويس الشعري الأول ـ تحية للشاعر الراحل سلطان العويس” شارك فيه نخبة من الشعراء العرب وذلك عبر منصة زووم الافتراضية، مساء يومي الأربعاء والخميس 16 و17 ديسمبر الجاري 2020، حيث بثت وقائع المهرجان مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.

شارك في المهرجان كل من الشعراء: صالحة غابش وكريم معتوق ومحمود نور من الإمارات العربية المتحدة، أحمد الشهاوي من مصر، يوسف أبو لوز من فلسطين، قمر صبري الجاسم من سوريا، جاسم الصحيح من السعودية، عارف الساعدي من العراق، محمد عبد القادر سبيل من السودان، محمد بابا حامد من موريتانيا، همدان دماج من اليمن، وادار امسيتيه الشاعران إبراهيم الهاشمي من الإمارات العربية المتحدة، وعبده وازن من لبنان.

وقد صرح الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية سعادة عبد الحميد أحمد قائلاً: يأتي هذا المهرجان إحياءَ لقيمة الشعر في الحياة العامة، وتثميناً لدور الشاعر الملهم والباعث على الأمل في المجتمع، حيث يعد الشعراء المشاركون في هذا المهرجان من ألمع الأصوات الشعرية التي ثابرت على كتابة الشعر رغم متغيرات الطقس الإبداعي الذي تمر به المنطقة العربية.

وأضاف الأمين العام: لقد دأبت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية على إقامة المهرجانات والندوات والحلقات النقاشية ذات القيمة الفكرية العالية التي تضيف إلى الرصيد الثقافي الكبير الذي رسخته المؤسسة منذ تأسيسها عام 1987 وحتى الان، فضلاً عن توثيق كل الأنشطة الفكرية وإصدارها في كتاب قيم.

فقد قرأ في اليوم الأول كل من الشعراء كريم معتوق الذي حلق بنصوصه في فضاء من اللغة العالية حيث تناول هموم وجدانية ووطنية توجها بقصيدة إلى العراق بنبضه العظيم وجرحه المكابر، وطاف بشعره نحو مناطق جميلة من اسبانيا وغيرها من الأماكن التي لها مكانة في قلبه.

بينما قرأت الشاعرة قمر صبري الجاسم نماذج من النصوص الصغيرة بلغة فلسفية ومضامين وجدانية توجتها بقصيدة إلى أمها مليئة بالشجن. وذهب الشاعر محمد بابا حامد نحو معايشات يومية لمفردات الحياة وتجلى ذلك في قصيدته عن الكورونا، ولم تخل قصائده من مسحة وجدانية التي عالجها بلغة رشيقة. بينما كان الشاعر جاسم الصحيح أقرب لإيقاع الذات وهو يقدم نصوصاً ذات بعد شخصي، وكانت جائحة كورونا حاضرة في شعره وكذلك كان لبنان من حيث القيمة والجمال. واختتم الشاعر أحمد الشهاوي مشاركات اليوم الأول بلغة راوحت بين اليوميات المعاصرة والصوفية المستعادة من زمن مضى طغى عليها رثاء الذات وبرز الحس الوجداني عالياً في شعره.

في اليوم الثاني للمهرجان بدأت الشاعرة صالحة غابش المشاركات بقصائد قصيرة ذات لغة مكثفة طافت فيها على مواضيع مختلفة بين ما هو وجداني وبين ما هو اجتماعي بمسحة خاصة من المشاعر الطافحة بالمعنى. ثم قرأ الشاعر محمد عبد القادر سبيل عدة قصائد موجهة إلى الأمارات برزت فيها لغة جزلة محبوكة بعناية أعطت لمشاركته وهجاً خاصاً. في حين آثر الشاعر همدان دماج أن تكون مشاركته بقصائد قصيرة قاربت روح شعر الهايكو الياباني جمعت بين التأمل والصوفية. وأعطى الشاعر محمود نور مذاقاً مختلفاً للأمسية حين وجه التحية للشاعر سلطان العويس ومن ثم قرأ نماذج من قصائده ذات الحبكة الجيدة والصياغة العالية التي تدل على تمكن لغوي. وبطريقته المباغتة قرأ الشاعر يوسف أبو لوز مجموعة من القصائد ذات اللغة الخاصة التي تمحورت حول الهم الوجداني والوطني فاتحاً الباب لأسئلة كثيرة تعطي المزيد من البريق للمعنى. واختتم الشاعر عارف الساعدي المشاركات بقصائد موحية بمعناها وعذبة بلغتها تبدى فيها اتقان الشاعر وقدرته على خلق صورة مباغتة.

 

يذكر أن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية كانت قد فَعَلت أنشطتها عبر الفضاء الافتراضي خلال جائحة كورونا ونظمت العديد من الأنشطة الثقافية والحلقات النقاشية والملتقيات الفكرية والمعارض الفنية والأفلام الوثائقية التي كان لها صداها الكبير في الحياة الثقافية.