حمامة بلّغي عنّي سلاماً  – شعر ربيعة الرقي

حمامة بلّغي عنّي سلاماً                    

حبيباً لاأطيق له كلاما

وقولي للتي غضبت علينا

علام وفيم يا سكني علاما

أفي هجران بيتك تصرميني   

وما رمنا لصرمكم صراما

ولم أهجرك مقلية ً ولكن        

حللت عراقكم وحللت شاما

عديني أن أزورك إنّ داري    

ودارك لا أرى لهما التياما

وإنّ جميع أهلك عنفوني        

ولاموني ولم أطق الملاما

كرام النّاس قبلي قد أحبّوا       

كرائمهم وأحببن الكراما

جميلٌ والكثّير قد أحبّا           

وعروة من هوى ً لاقى حماماً

هم سنوا الهوى والحبّ قبلي   

وما ألفي لهم في النّاس ذاما

فياغنّام يا بصري وسمعي      

رسيس هواك أورثتي سقاما

لقد أقصدت حين رميت قلبي   

بسهم الحبّ إنّ له سهاما

زجرت القلب عنك فلم يطعني 

ويأبى في الهوى إلاّ اعتزاما

إذا ما قلت أقصر واسل عنها

أبى من صرمكم إلاّ انهزاما

و لولا فتنتي بك فاعلميها       

إذاً صلّى ربيعة ثمّ صاما

أقام الحبّ حبّك في فؤادي      

وحبّي في فؤادك قد أقاما

كلانا وامقٌ كلفٌ معنّى

بصاحبه وما يبغي حراما

أحبّ حديثها وتحبّ قربي      

وما إن نلتقي إلاّ لماما

فيا ليتَ النهارَ يكونُ ليلاً        

وليت الصبحَ لا يجلو الظلاما

ويا ليتَ الحمامَ مسخرات       

لنرسلَ في رسائلنا الحماما

لعلّ حمامة ً تهدي إلينا          

كتاباً منكِ نجعلهُ إماماَ

وتبلغك المحبة عن محبًّ       

أحبكِ قبله يفعاً غلاما

وما ذنبي وحبك هاج هذا       

ولو ترك القطا لغفا وناما

ولو أبصرت غنمة َ ذاتَ يومٍ   

وقد سفرتْ وأحدرتِ اللثاما

ينوطُ وشاحها بقضيب بانٍ     

ويكسو مرطها دعصاً ركاما

إذا ابتسمتْ حسبتَ الثغر منها  

تألقَ بارقٍ يجلو الظلاما

ربيعة الرقي

شاعر عباسي | (توفي عام 814م)