وداعا أبنتي عزا – شعر مانع سعيد العتيبة

تَعِبْتَ مِنَ المَآسي يَايَراعي

وَغابَ البَأْسُ عَنْكَ وعَنْ ذِراعِي

وَجِئْتُ اليَوْمَ أطْلُبُ مِنْكَ دَمْعاً

يُبَلِّلُ أَحْرُفي ويُريحُ بَاعي

أنا المُحتاجُ فامْنَحْني دُموعاً

ألُوذُ بِفَيْضِها عِنْدَ الوَداعِ

لِعِزّةِ ابْنتي في القَلْبِ حِصْنٌ

وَقَلْبي اليومَ مالَ إلى التّداعِي

فَقَدْ غابَتْ وغابَ الحُبُّ مَعْها

وَريحُ الصَّبْرِ غَابَتْ عَنْ شِرَاعِي

وكانتْ بَسْمَتي وَضِياءَ عَيْني

وَأوَّلَ مَنْ يَطيبُ لَها سَمَاعِي

تُتابعُ خَطْوتي يَوْماً بِيَوْمٍ

بِحُبٍّ واهتمامٍ وانْدِفاعِ

وَمَا قَطَعتْ طِوالَ العُمرِ فَرْضاٍ

وَلَمْ تُخْفِ القَناعَةَ بالقِناعِ

فَعزَّةٌ ابْنتي خَضَعَتْ بِحُبٍّ

لِشَرْعِ اللهِ والأمْرِ المُطاعِ

وحينَ أعودُ للذِّكرى أُعانِي

وأشعُرُ بِالتّلاشِي والضَّياعِ

وأُدْرِكُ أنّ دمْعِي ليسَ يُجْدِي

وَلَبَّتْ عَزَّتي لِلهِ دَاعِي

وأنَّ الآهَ حَلَّتْ في رُبوعِي

ولَيْلُ الحُزنِ خَيَّمَ في بِقاِعِي

ولكِنّي أعودُ لِصَبْرِ قلْبِي

أَلُوذُ بِهِ بًقَدْرِ المُستَطاعِ

وأدْعو الله بالغُفْرانِ حتّى

يَتِمَّ بِجَنَّةٍ طِيبُ اجْتِماعِ

وَداعاً يا ابْنَتي مَا ظَلَّ عِنْدي

سِوى التّلْويحِ صَمْتاً بِالذِّراعِ