كأني غريبكِ بين النساء – شعر شوقي بزيع

كأني غريبكِ بين النساء

بيديكِ

تومئُ لي شتاءاتٌ مجرّدةٌ من القبلات

حيث يَلوحُ شَعركِ من بعيدٍ

في هضابٍ جفّفتْها الشمسُ

في مدنٍ تشارفُ مع توائمها على النسيان

حيث ترابطينَ على قرىً محروقةٍ

ونوافذٍ هوجاء

لا تتبرّجي لأماكنٍ أخرى

فلن تجِدي هناك سوى نثار منازلي

وصدى ندائي

سأكون وحدي فوق أجنحةِ الحفيفِ المُرّ

منتظراً خطاكِ كغابةٍ من لوعةٍ

ومبقّعاً بدم اشتهائي

وأُطلُّ منكِ على حرائقَ

لم أعُد منها الى وطنٍ لأرثيها

وأزعُمُ أنني شفقُ انهدامكِ في السحابِ

وما تغلْغلَ من شذى كفّيكِ

في خُصَلِ الهواءِ

أمشي إليكِ ولا أرى إلا سرابكِ

في الدفاتر والبيوت

كأنما سفنٌ محمّلةٌ برائحة الرمادِ تعيدني

نحو البداية كلّما حاولتُ لمْسكِ

دائماً تتجدّدينَ

ودائماً أنسى الطريقَ الى يديك

وتولدينْ

مما يفيضُ عن السماء من الدموعِ

ومن مراكبَ لا تعودُ

ومن قصاصاتِ الحنينْ …

شوقي بزيع

شاعر لبناني