أقلام الطفولة – بقلم د. عبد العزيز المسلم

عبد العزيز

القلم رفيق مخلص ومُعين في كثير من الأمور الحالكة، أهمها: أنه يعين الذاكرة على تذكر دقائق الأمور، التي قد تغيب عن الذاكرة لولا تدوينها، وقد أحدث القلم ثورة في العلم والثقافة والمعرفة بشكل عام.

أول الأقلام التي تعرفت إليها والذي اشتراه لي والدي (رحمه الله) هو قلم باركر (الذي ينقسم إلى قسمين الجزء العلوي بلون المعدن والجزء السفلي ملون)، وقد كان شائعاً في ذلك الوقت استخدام قلم باركر وكذلك قلم شيفر، وقد كان حمل أحد هذين القلمين في المدرسة له شأن عظيم، فقد كانا قلمين عزيزين، وكان حمل قلم الحبر الناشف، أقل مرتبة من حمل قلم الحبر السائل، فحمل قلم الحبر السائل يبيّن أن حامله أكثر اهتماماً بشأن الكتابة، أو أنه خطاط.

بعد فترة من الزمن بدأ الناس هنا يتداولون أخبار قلمين آخرين، قلم كروس وقلم واترمان، وقد كانا أكثر عناية من جانب الشكل، فقلم كروس كان شديد النحافة ومتعدد الألوان وذا لون واحد مكتمل، كما أنه أوجد خواص جديدة، وكان متوافراً بثلاثة أنواع، قلم الحبر وقلم الناشف وكذلك قلم الرصاص، أما واترمان فقد كان متوافراً بشكلين، الحبر والناشف، لكن بأحجام وسمك مميز ليست عليه الأقلام الأخرى، لكن المميز في أقلام كروس أنها كانت دائمة الابتكار، فقد كانت تغير دائماً وبشكل متجدد في الأشكال وألوان الأحبار، إلى أن جاءت في يوم بإنجاز مميز وهو القلم الثلاثي أي ثلاثة أقلام في قلم واحد (أزرق، أحمر، رصاص) ثم تعدت ذلك إلى أربعة أقلام (أحمر، أسود، أزرق، رصاص).

بعدها تعرفت على قلم أورورا، وهو قلم إيطالي عريق عمره أكثر من قرن، وهو قلم يلبي كل الأذواق والاحتياجات وكذلك كل الطبقات، فأقله بسعر ثلاثين درهماً وأغلاه يصل إلى مئات الآلاف.

ثم لمّا عبرت عن عشقي للأقلام، أخذني صديق إيطالي في زيارة شبه رسمية لمصنع أورورا في مقاطعة بيومونته بالقرب من مدينة تورينو، وقد كانت زيارة الأحلام، حيث التقيت بأفراد من العائلة المؤسسة للمصنع وكان لقاء شيقاً.. وللحديث تكملة.

صحيفة الرؤية