شاعر اللؤلؤين

يوسف ابو لوز

ملف مُشرّف ومكتمل العناصر الثقافية والأدبية الذي أعدته مؤسسة سلطان بن علي العويس حول شاعر المحبة والصداقة والإنسان.. سلطان بن علي العويس (١٩٢٥- ٢٠٠٠)، وفي ضوء حيثيات الملف أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ٢٠٢٥ عاماً للاحتفال بالذكرى المئوية لمولد مبدع اللؤلؤين:.. لؤلؤ البحر، ولؤلؤ الشعر.

صورة أخلاقية رائعة تتمثل في وفاء الدولة وذاكرتها الحيّة تجاه شعرائها ورجال الأدب والثقافة والعلوم الروّاد وما بعد الروّاد.. والوفاء الإماراتي هنا لم يكن مجرد مبادرة، بل هو تربية وثقافة وعمل منظم قامت به اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.. الجهة التي تابعت الملف المُعَدّ حول سلطان العويس مع (اليونسكو) إلى جانب المتابعة النبيلة للملف أيضاً من جانب وزارة الثقافة، وهو عمل وطني تكاملي أفضى إلى قرار أممي ثقافي عن طريق (اليونسكو) يضاف بالتأكيد إلى إنجازات الإمارات الدولية في قطاع الأدب والفنون والثقافة، وهو القطاع الذي كان سلطان بن علي العويس أحد رجالاته المؤسسين بكتابة الشعر، والمال، والروح الإنسانية الحضارية التي كان يتمتع بها، وكانت هذه الروح الإماراتية وراء اجتذاب المئات من الأدباء والشعراء العرب وغير العرب منذ قيام الدولة، وإلى اليوم.

سلطان بن علي العويس مثال عربي مبهر على العلاقة الأخلاقية المبدئية بين رجل المال والأعمال، وبين الثقافة، وبالطبع، ولأن الرجل شاعر ويحب الشعر النقي الصافي كان مهيئاً ثقافياً ونفسياً إلى إطلاق مبادرات إماراتية عربية تخدم الأدب والعلم والمعرفة.

تأتي على رأس مبادرات سلطان العويس الجائزة الأدبية الإماراتية التي تحمل اسمه، وانطلقت الجائزة في بداية التسعينات من القرن العشرين، وتمنح كل عامين، وهي منتظمة في تكريماتها وسياقاتها المادية والمعنوية إلى اليوم، إضافة إلى باقة من الجوائز العلمية والإبداعية المحلية.

نتذكر أيضاً سلطان العويس الشاعر والأديب والقارئ المتذوّق بحرفية عالية للأدب، ونتذكر سلطان العويس الإنسان، وتواضع الإنسان الأصيل فيه، وصداقاته الرحبة المبكرة مع عدد نوعي من الأدباء العرب في بلاد الشام ومصر والعراق والخليج العربي.

نتذكر أيضاً مرونة الشاعر فيه وتقبّله المحترم لكل أشكال التعبير الأدبي، وإصغاءه للروح الإبداعية الإماراتية الشابة، ونبل مواقفه الوطنية والعروبية والإنسانية بشكل عام، وهي ظاهرة ثقافية قائمة في شعره.

كان رجل حياة.. ورجل مستقبل، وها هي اليوم تتحقق صورته النبيلة هذه وتستعاد دولياً في مبادرة (اليونسكو) التي تعني في الوقت نفسه تكريم الثقافة العربية، وتؤشر أيضاً على المكانة المحترمة للثقافة الإماراتية في العالم.

شاعر اللؤلؤين

جريدة الخليج