جسّدت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بتنظيمها احتفالية كبرى بمناسبة «يوم الكاتب الإماراتي» قبل أيام حدثاً تاريخياً أدبياً، بمشاركة 100 كاتب مواطن ومواطنة في إطار التزامها بتعزيز الثقافة الإماراتية ودعم المبدعين المحليين، ممّن أسهموا في ترسيخ مكانة الإمارات كمركز ثقافي رائد في المنطقة.
فالمناسبة الرائعة التي ضمّت كوكبة من أصحاب الكلمة المؤثرة والموثقة، ووسط حضور ثقافي وإعلامي كبير، ظهرت علامة الرياضة كإحدى أبرز العلامات المضيئة في تاريخنا الثقافي والإعلامي الرياضي، ووجدنا الرياضة بجانب الثقافة بل كانت الأكثر طلباً، وهو ما يذكرنا في فترة تأسيس الأندية مع مطلع السبعينات مع قيام الدولة عبر لجانها الثقافية، التي تميزت بالمبادئ والقيم ورسخت مفهوم الثقافة لدى شبابنا، فكانوا يمارسون هواياتهم في الملاعب وفي فترات الراحة كانت قاعات الأندية مليئة بالحيوية والنشاط من أعمال ثقافية وموسيقية وأدبية، بينما اليوم نجد أن الثقافة خرجت ولم تعد باستثناء ناديين أو ثلاثة، فالتركيز و«الصرف» ذهب للمجنونة «كرة القدم» التي أكلت الأخضر واليابس، فلم تعد هناك ثقافة برغم أن أنديتنا منذ تأسيسها أطلقت عليها كلمة الرياضي الثقافي، احتفالية العويس تمزج بين الذاكرة الرياضية والتأريخ الوطني الكروي، يعيده لنا محطات لا تنسى من أبرزها بطولات كأس الخليج التي لطالما كانت جزءاً من وجدان أهل الإمارات والخليج عامة.. منذ بداياتها، متوقفاً عند لحظات الانتصار والانكسار، وحكايات الملاعب والجماهير، والنجوم الذين خطّوا أسماءهم في ذاكرة الكرة.
المناسبة الثقافية تمثل بُعداً غنياً، وجاءت هذه الفعالية بتنظيم من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ضمن رؤيتها الداعمة للمبدعين الإماراتيين، والتي أكدها الأمين العام للمؤسسة، فوجود كوكبة من خيرة المثقفين الإماراتيين يُعد ظاهرة ثقافية مشهودة للواقع الثقافي المزدهر للإمارات، فالكتاب المشاركون، ممّن أسهموا في توثيق تاريخنا الأدبي والثقافي والاجتماعي والرياضي والإعلامي، يضيف بُعداً غنياً لمثل هذه التظاهرة الثقافيّة.
فالحدث مع الكاتب الإماراتي هو احتفاء بذاتنا، بذاكرتنا، وبمن حملوا الكلمة حباً وانتماءً، ولم يكن مجرد إطلاق كتاب، بل كان لحظة اعتراف وامتنان لتأريخ وثقافة البلد صاغه الجمهور بفرحه، والإعلامي بعينه، والكاتب بحرفه.
كما تعوّدنا من هذه النخبة المثقفة من أبناء الوطن. والله من وراء القصد