نوافذ

ابراهيم-الهاشمي

مهرجان نوافذ الدولي للثقافات والفنون الذي أقيمت دورته الأولى في العاصمة البريطانية لندن، وكانت تحت عنوان: «دورة الروائي الأهوازي عدنان الغريفي والشاعر البريطاني تيد هيوز»، كان من الواضح إصرار وحرص إدارة المهرجان بقيادة د. جمال نصاري على التميز والنجاح واختيار المشاركين، حيث شاركت في المهرجان أسماء لها ثقلها في الساحة الثقافية العربية والبريطانية.

فقد كان من ضمن المشاركين، قامات ثقافية مثل: الدكتور خزعل الماجدي الشاعر والمفكر والباحث في التاريخ والوجود الإنساني والحضاري، والشاعر والباحث عدنان الصايغ، الاسم الذي يتنفس الشعر بروح طفل مشاكس، والدكتور مبارك الجابري، الأديب والناقد العماني المعروف، والباحث الأهوازي جابر أحمد، والشاعر التونسي البديع رضوان العجرودي، ونفس البحرين الشاعرة سوسن دهنيم، والشاعر السعودي إبراهيم زولي، والشاعرة السورية ريما محفوظ، والمخرج السينمائي الحاصل على العديد من الجوائز العالمية جعفر مراد، والشاعرة وفاء عبدالرزاق، والكاتب المؤرخ الإنجليزي المعروف بن ماكنتاير، المتخصص في تاريخ الحروب العالمية، وبالذات الحرب العالمية الثانية، والناقد الإنجليزي ديفيد جاكسون، والشاعرة والفنانة التشكيلية البريطانية لوري أوغارو، والشاعر ستيف بيج.

المهرجان الذي نظمه نادي حبر أبيض الثقافي في بريطانيا، كان تجمعاً بديعاً للثقافة العربية في صور عدة مع مفكرين وأدباء أجانب في تجمع اتسم بالحميمية والتنوع والموسيقى والفن والتشكيل والعمق والشعر والتاريخ والأدب، وقبل كل ذلك الحضور البهي للمشاركين الذين كانوا كأسرة واحدة، أعطت صورة راقية لما يمكن أن نقدمه نحن العرب للآخرين، وكيف يمكن أن نبني جسور التواصل والتفاهم والتثاقف مع الآخرين بشكل جميل وراق.

كل الجمال كان في هذا التجمع الذي يجعلك على تماس قريب مع أسماء كنت تقرأ لها فقط، فإذا بك تكتشف كم هي عذبة راقية عن قرب، وتكتشف كيف استطاع د. جمال نصاري، خلال فترة وجيزة من الزمن وبإمكانات قليلة جداً، إقامة مهرجان به كل هذه الأسماء ذات الباع الطويل في الساحة الثقافية، ما يؤشر إلى أنه إذا اجتمعت الرغبة والحرص والإصرار والرغبة، يمكن أن تذلل كل الصعاب، ويدل على أننا متى آمنا بقدراتنا وتعاونا، يمكن أن ننجز الكثير والجميل.

المهرجان كان تجمعاً بديعاً، حضر فيه كل أنواع الإبداع من موسيقى وتشكيل وتاريخ ونقد وشعر وسينما، «توليفة»، كانت عبارة عن نافذة تطل على صورة زاهية للإبداع العربي والبريطاني.

مهرجان مثل هذا يضيف لك، ويكسبك ليس فقط المشاركة، بل التعارف والمعرفة والثقافة بكل صورها الجميلة.