الإمارات إحدى أكثر الدول العربية احتفاءً بالثقافة والأدب وبكل محبة واهتمام حقيقيين، وهي الدولة المانحة والراعية لأكثر وأضخم الجوائز على مستوى الوطن العربي. ولا شك أن جائزة العويس الثقافية واحدة من أعرق وأقدم هذه الجوائز، التي انطلقت أولى دوراتها في العام 1988. إذ كرمت الإمارات من خلال هذه الجائزة الرصينة قامات ثقافية كبيرة، وأسماء ساطعة تتوزع على حقول الشعر والقصة والرواية والمسرحية والدراسات الأدبية والنقد والدراسات الإنسانية والمستقبلية والإنجاز الثقافي والعلمي.
وكأمثلة على مسيرة الجائزة المرموقة، يمكن المرور على عشرات الأسماء التي تم تكريمها داخل المؤسسة وتحت سماء الإمارات، ونتذكر: فدوى طوقان، حنا مينا، سعد الله ونوس، جبرا إبراهيم جبرا، د. علي جواد الطاهر. أما في الدورة الثانية (1990 – 1991) فنتذكر: ألفريد فرج، د. عبد الرحمن منيف، د. إحسان عباس، د. زكي نجيب محمود، د. فؤاد زكريا، محمد مهدي الجواهري.
كما مُنحت الجائزة في دوراتها اللاحقة لكل من: صنع الله إبراهيم، نزار قباني، يمنى العيد، إدوارد خراط، عواطف عبدالرحمن، عبدالوهاب البياتي، د. جابر عصفور، جمال الغيطاني، يوسف القعيد، هدى بركات، إبراهيم نصرالله، فؤاد التكرلي، د. عبدالوهاب المسيري، قاسم حداد، محمود درويش، أدونيس، د. محمود أمين العالم، د. عبدالفتاح كليطو، د. سلمى الخضراء الجيوسي، د. جلال أمين، أمين معلوف، رضوى عاشور، إسماعيل فهد إسماعيل، حبيب الصايغ…
وصباح الأمس، انضم لهذه القافلة أسماء أخرى محلقة في عالم المعرفة، هم: الشاعر العراقي حميد سعيد، والروائية العراقية إنعام كجه جي، والناقد المغربي حميد لحمداني، والمفكر التونسي عبد الجليل التميمي.
وبلا شك فإن استمرار الجائزة بكل هذا الزخم والاهتمام منذ عام 1988 حتى اليوم، أنتج تراكماً في الأثر والصيت ومصداقية تحسب للمؤسسة والقائمين عليها، ما جعل عدد المترشحين للجائزة هذا العام يصل لـ 1940، وهي المصداقية نفسها التي جعلت منصة المؤسسة تشهد وقوف الأسماء الشاهقة التي ذكرناها.
جائزة العويس الثقافية مفخرة حقيقية تعتز بها الإمارات كما تعتز وتفخر بجوائز أخرى مهمة كجائزة الشيخ زايد للكتاب، والجائزة العالمية للرواية العربية، وهذا كله يصبُّ في منجز العمل والنتاج الثقافي معاً والذي تحتفي به الإمارات بما يستحقه.