صادف أمس يوم الكاتب الإماراتي، التقليد التكريمي السنوي الذي يتزامن مع تأسيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في العام 1984، وهو تاريخ عزيز على قلب كل كاتب وكاتبة في دولة الإمارات، القدامى منهم والجدد، الأعضاء العاملين منهم والمنتسبين للاتحاد من الكتّاب العرب المقيمين في الدولة.
وإذا كانت الذاكرة الثقافية حاملة للأسماء العتيقة الجميلة، فيتذكر المرء من فوره في هذا اليوم: حبيب الصايغ، وعبدالغفار حسين، وعبدالحميد أحمد، وناصر جبران، وناصر الظاهري، وإبراهيم مبارك، وإبراهيم الهاشمي، وعارف الخاجة، وسلمى مطر سيف، ومريم جمعة فرج، وغيرهم من أنوار ذلك الزمن الثقافي الإماراتي الثمانيني، ومن بين الكتّاب العرب المنتسبين: يوسف خليل، ورعد عبدالجليل، وعبدالإله عبدالقادر، وعمر عدس، مع تقديم الاعتذار لأي اسم خانته الذاكرة سواء من صفّ الكتاب الإماراتيين، أو صف الكتّاب العرب المقيمين.
تلك كانت كوكبة عمل ثقافي حقيقي، أدبي وإداري، وكان عملاً جماعياً تطوّعياً، بدافع حب الكتابة وصداقتها الدائمة، إلى اليوم.
كان بعض الزملاء والأصدقاء الأعضاء في الاتحاد يأتون من أبوظبي، ورأس الخيمة، والفجيرة، ودبي، ليلتقوا في الشارقة تحديداً، في مقر اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وكان شقة مؤلفة من ثلاث أو أربع غرف في مبنى يقع في رأس شارع جمال عبدالناصر، بالقرب من المقرّ القديم لجريدة «الخليج» في إحدى العمارات الكائنة في أول شارع الوحدة.
كاتب هذه السطور كان له دور أيضاً في ذلك العمل الجماعي التطوّعي، ويذكر الكثير من ذلك الصف الأدبي القديم كيف ولدت فكرة مجلة «شؤون أدبية» لتصدر فصلياً كل ثلاثة أشهر عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وبسرعة، أصبحت المجلة منبراً ثقافياً للكتّاب الإماراتيين والعرب من المحيط إلى الخليج، وبإمكانيات فنية ومادية عادية تماماً، غير أن الكتّاب العرب اعتبروا المجلة مشروعهم الثقافي الجديد، وهي تصدر عن اتحاد كتّاب إماراتي جديد هو الآخر، ولكنه يحمل الكثير من الطموحات والأفكار المبدعة التي تحققت فعلياً في السنوات الثقافية التالية في الإمارات.
في يوم الكاتب الإماراتي، يقول شاهد العيان على تلك المرحلة الثمانينية وامتدادها التجديدي والتطوري الذي نشهده اليوم في أداء الاتحاد، إن اتحاد الكتاب في بداياته ضمّ القليل من الأعضاء الإماراتيين الذين كانوا يكتبون الشعر والقصة القصيرة في السبعينات من القرن العشرين وأوائل الثمانينات، في حين تضم عضوية الاتحاد اليوم المئات من الأعضاء العاملين والمنتسبين، والذين يعملون معاً على قلب ثقافي إماراتي واحد.
قصة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وقصة أعضائه طويلتان وجميلتان وكثيرتا التفاصيل التي تستحق أن تُروى وتُحكى في يوم الكاتب الإماراتي. وأوجز ذلك في الإشارة إلى ظاهرة الأقلام النسائية العديدة في الرواية والشعر والقصة التي استحقت عضوية الاتحاد في العقدين الماضيين، وهي ظاهرة مُشرّفة تعكس الروح الأدبية والجمالية للمرأة الكاتبة في الإمارات، لا بل إن نسبة عضوية المرأة في الاتحاد توازي وربما تتفوّق على نسبة عضوية الكاتب الإماراتي الذي يروي قصته اليوم بالكثير من التفاؤل والصداقة النبيلة.
جريدة الخليج