صدر حديثا عن دار صفحات بدمشق كتاب جديد عن المفكر الراحل إداورد سعيد بعنوان «إدوارد سعيد الأنسني الراديكالي: في أصول الفكر ما بعد الكولونيالي» لمؤلفه فريد بوشي وترجمة الدكتور محمد الجرطي ، نتعرف فيه  إلى جوانب جديدة، ربما لم تكن معروفة ومطروقة من قبل وتلامس أعمال إدوارد سعيد (1935 ـ 2003) المفكر الفلسطيني المعروف، والذي يمثل حالة نقدية وفكرية متميزة في النقد العالمي والثقافة الحديثة. والفائز بجائزة سلطان بن علي العويس (الإنجاز الثقافي والعلمي) الدورة الخامسة   1996 – 1997.  

ويعد إدوارد سعيد أحد أقوى المشاركين في بناء صرح النظرية الأدبية المعاصرةّ، وأحد ألمع صانعي تحولاتها ومنعطفاتها الكبرى منذ ستينيات القرن الماضي.

عمل سعيد أستاذاً للأدب المقارن بجامعة كولومبيا، ويعود له الفضل ليس فقط في تشييد أسس دراسات ما بعد الكولونيالية، ذلك التيار البحثي الذي شهد مع بداية الثمانينيات انتشاراً واسعاً في فرنسا ومجموعة كبيرة من الدول، مع صدور كتابه «الاستشراق» (1978) الذي بلور فيه منظوراً ينهل من النقد الأدبي والتاريخ والعلوم الإنسانية والفلسفة لتفكيك التمثيلات الغربية حول الشرق، ونقد استراتيجيات الهيمنة والسيطرة، وإنما كذلك في تعرية ذلك الاستثمار الذي يظهر على أنه «طبيعي» و«علمي» في القوى التي تهيمن على العالم، وخلخلة تمفصلات السّياسة والثقافة، ونقد أنساق الخطاب في المعرفة الغربية، كما تتجلى في مجالات مختلفة مثل الأدب والأنثربولوجيا، والتاريخ، ودراسة المناطق.