You are currently viewing قامات ثقافية إماراتية وعربية تحتفي بسلطان العويس في معرض أبوظبي للكتاب

قامات ثقافية إماراتية وعربية تحتفي بسلطان العويس في معرض أبوظبي للكتاب

بمناسبة مئوية الشاعر سلطان بن علي العويس نظمت مؤسسة العويس الثقافية بالتعاون مع مركز أبو ظبي للغة العربية خلال مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوة مركزية بعنوان “100 عام على ولادة سلطان العويس ـ شعاع ثقافي عربي” شارك فيها كل من معالي محمد المر وسعادة محمد رضا نصر الله والدكتور ناجي بيضون والدكتورة حنين عمر وأدارها الأمين العام لمؤسسة العويس الثقافية سعادة عبد الحميد أحمد، وذلك مساء يوم الثلاثاء 29 ابريل الجاري، وقد حضرها جمهور نوعي من المثقفين والكتاب والإعلاميين

من اليمين محمد المر ومحمد رضا نصر الله وحنين عمر وناجي بيضون وعبد الحميد أحمد خلال الندوة
من اليمين محمد المر ومحمد رضا نصر الله وحنين عمر وناجي بيضون وعبد الحميد أحمد خلال الندوة

بداية رحب عبد الحميد أحمد بالمشاركين والحضور وتحدث عن أهمية الندوة في عام سلطان العويس الذي أقرته منظمة اليونسكو احتفاء بالشاعر سلطان العويس (1925 ـ 2025)، وقال إن مؤسسة العويس أعدت الكثير من المشاريع والبرامج والندوات والأمسيات الفنية والفكرية وكذلك معارض تشكيلية وأصدرت طابعاً بريدياً ومسكوكة تذكارية وغيرها من الكتب والمطبوعات المتميزة.

تحدث محمد المر عن علاقته بسلطان العويس التي امتدت لأكثر ثلاثين عاماً حيث عرفه عن قرب عندما كان يتردد على مجلسه خلال زيارته إلى دمشق مكان محاطاً  بأدباء سوريين ولبنانيين وكان مجلساً عامراً بالمعرفة والمثاقفة من خلال كتب تراثية ناقشها سلطان مع أصدقائه، وأشار المر إلى مزايا سلطان الكريمة في سلوكه وفي شعره، وقال أيضاً لقد دفعني سلطان العويس إلى محبة دمشق وتاريخها وتراثها وناسها، وعرج في حديثه إلى دور سلطان الاجتماعي والاقتصادي داخل وخارج الإمارات وأثره الغني في الثقافة العربية وفي طليعة ذلك الأثر إنشاء جائزة تحمل اسمه مستقلة ماديا ولها وقف ثقافي يغذي استمراريتها التي تمتد لـ 37 سنة، ثم تحولت إلى مؤسسة لها وهج وبريق في عالم الأنشطة المتميزة.

وبدوره قرأ محم

وجوه ثقافية إماراتية وعربية تتابع ندوة سلطان العويس
وجوه ثقافية إماراتية وعربية تتابع ندوة سلطان العويس

 

د رضا نصر الله ورقة بعنوان “بين ديناميت نوبل ولآلئ العويس” أشار فيها إلى الرأسمال الثقافي هو مجموع القدرات والمواهب المتميّزة للحائزين عليه من الأثرياء إضافة إلى المكاسب المادية، وجاء في ورقته “حينما يرد اسم أيّ جائزة تكريمية في العلوم والآداب والفنون والاجتماع، دائماً ما يحضر اسم السويدي ألفريد نوبل وجائزته العالمية لـ«السلام»! وقد أوصى قبل وفاته بإنشائها سنة 1890 «تكفيراً» عن صناعة المتفجرات التي ورثها عن أبيه وأسرته، ففي سن الرابعة والعشرين، شرع في العديد من المشروعات التجارية مع عائلته، أبرزها امتلاك شركة «بوفورس»، وهي شركة لإنتاج الحديد والصلب، التي طوّرها لتصبح شركة رئيسية لتصنيع المدافع والأسلحة الأخرى. وكان استخدام اختراعه الديناميت أحد أسباب الدمار البشري في حرب القرم، وغيرها من حروب لاحقة في أوروبا. بينما سلطان العويس، المولود بعد نوبل بقرابة ربع قرن سنة 1924، وافق أن تحمل جائزته الثقافية اسمه كاملاً، بعد ضغط من أصدقائه ومحبيه. وهو في سيرته، على النقيض من نوبل، حيث وُلد في أسرة تمثّلت فيها قيم الإحسان والتكافل الاجتماعي والتربية والمعرفة والشعر، ممتهنة العمل في البحر بالغوص على اللؤلؤ في أعماق الخليج العربي، حيث بدأ العمل مع والده «الطواش» وهو بين نهاية الصبا ومطالع الشباب، ماخراً البحر إلى «هيرات»، أي مغاصات اللؤلؤ يستلمها بدل أبيه“.

ثم قرأت حنين عمر ورقتها التي جاءت بعنوان ” في أثر البحر …  تجليات الفلسفة والتراث في شعر سلطان بن علي العويس” وجاء فيها ” تسعى هذه الدراسة  إلى اقتفاء أثر الفلسفة والتراث في شعر سلطان بن علي العويس، الفلسفة باعتبارها تأملا إنسانيا وبحثا عن الذات في امتداد غصون تساؤلاتها ونمو وعيها، والتراث باعتباره جذورا تنهل  من معطيات الهوية والثقافة والتاريخ والأصالة، وتستعرض مدى التداخل بين هاتين الدلالتين في قصائده ، ومدى تأثيرهما على بنائها  السيميائي وقيمتها النقدية، فرغم أنه  عرف شاعرا غزليا في أغلب شعره، إلا أنّ المتأمل  في ما وراء صوره ولغته ومواضيعه ، لا بد أن يلاحظ نزوعه الفلسفي وتوظيفاته التراثية وأثر ثقافته الواسعة وتجاربه الحياتية، سواء كان ذلك بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر عبر إحالات  تتلألأ في ثنايا النص  وتشّع كالمنارات في عتمة التساؤلات الوجودية والقضايا الإنسانية”

 

واختتمت الندوة بشهادة من ناجي بيضون الذي عرف سلطان لسنوات طويلة، حيث قال ” لم يقتصر اهتمام سلطان على دعم الثقافة والمثقفين، بل اهتم أيضا بالصناعة في عالمنا العربي. وأنشأ من أجل ذلك عدة مدارس صناعية بتكلفة عشرة ملايين دولار للواحدة، في دول عربية عديدة، كما كان للسدود نصيب كبير من اهتمامات سلطان. فقد أنشأ سدود الفجيرة، التي كان يزورها في أوائل كل شتاء ليعاين عملها بفعالية، وذات أمسية كنا نتمشى على ضفاف خور دبي، وقف سلطان فجأة وقال لي: لم يعد لدي ما أفعله في هذه الحياة، فلقد قمت بكل ما أريد أن أقوم به

يسعدنا دعوتكم لزيارة جناح مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية

بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب – ارض المعارض

قاعة 10 جناح  C 17