وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ – شعر كعب بن زهير

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ     

مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ

وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا    

إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ

هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً 

لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ

تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا

اِبتَسَمَت كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ

شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ   

صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ

تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ   

مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ

يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت     

ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ

أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ     

وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ

فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت    

إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ

أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها     

إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ

تَرمي الغُيوبَ بِعَينَي مُفرَدٍ لَهَقٍ    

إِذا تَوَقَدَتِ الحُزّانُ وَالميلُ

تَمُرُّ مِثلَ عَسيبِ النَخلِ ذا خُصَلٍ 

في غارِزٍ لَم تَخَوَّنَهُ الأَحاليلُ

قَنواءُ في حُرَّتَيها لِلبَصيرِ بِها     

عِتقٌ مُبينٌ وَفي الخَدَّينِ تَسهيلُ

تَخدي عَلى يَسَراتٍ وَهيَ لاحِقَةٌ   

ذَوابِلٌ وَقعُهُنُّ الأَرضَ تَحليلُ

يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم     

إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ

فَقُلتُ خَلّوا سبيلي لا أَبا لَكُمُ      

فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ

كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ  

يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ

أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني      

وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ

كعب بن زهير (؟؟؟- 646) ميلادية