مبدعون يرسمون غدهم

المعرض لم يكن حدثاً عابراً بل ترسيخ لإعلاء قيم الفن، وأن أصحاب الهمم حينما يجدون الفرصة يمكنهم تقديم ما هو مبهر يفوق أقرانهم من الأصحاء في الفكرة والتنفيذ واللون، ويعبر عن ملكاتهم وأفكارهم بطريقة أخاذة تنعكس عبر تلك اللوحات الفنية التي كانت عبارة عن فسيفساء من الأحاسيس والمشاعر.

سعادة الفنانين المشاركين في المعرض من أصحاب الهمم أو الأصحاء عبرت بشكل لافت عن فرحتهم الكبيرة بالمشاركة من جهة، ومن جهة أخرى بالحضور الكثيف للمعرض خصوصاً من قبل فنانين رواد وقامات فنية معروفة لها باعها الطويل في الحركة الفنية التشكيلية محلياً وعربياً وعالمياً، واقتناء وشراء عدد غير قليل من الحضور لعدد كبير من اللوحات المعروضة.

إن مثل هذه المعارض تشكل قيمة خاصة في دمج أفراد المجتمع بكافة فئاتهم في بوتقة واحدة تساهم في خلق عرى التفاهم والمحبة والتوافق، والقيمة بكل تأكيد ستكون مضاعفة لو أقيمت فعاليات ومناسبات أخرى تدعم أصحاب الهمم ممن لديهم مواهب أخرى مثل الموسيقى أو الغناء أو الخط أو الشعر أو السرد أو الفنون الأخرى بأشكالها المختلفة.

الشكر لكل الفنانين المشاركين الذين ألهمونا الكثير من خلال إبداعاتهم وطاقاتهم الإيجابية. والشكر موصول لذويهم الذين آمنوا بهم وبقدراتهم وسخروا لهم السبل لأظهارها، وبلا شك أن دعم مركز الفن للجميع بإدارته وفنانيه كان له دور بارز في تنمية تلك المواهب والأخذ بيدها للإبداع.

هذه دعوة إلى أن تخصص كافة الجهات المعنية بالأنشطة الثقافية والفنية مساحة من أجندتها السنوية لأصحاب الهمم، لتدعم تواجدهم على حدٍ سواء مع غيرهم من فئات المجتمع، وهذا حق واجب يجب ألا نغفل عنه ويدعم المساواة والتكافؤ في المجتمع.

مبدعون يرسمون غدهم

جريدة الخليج