سخريات القدوة الإعلامية – بقلم عبد اللطيف الزبيدي

عبداللطيف-الزبيدي

م نسبة وسائط الإعلام التي يمكن أن تعدّ عالمياً قدوة من حيث منظومة القيم التي توجهها؟ 1 من الألف من إعلام العالم؟ أم 1 من العشرة آلاف؟ قبل كل شيء، اشطب مصطلح المهنية، فمعناه الحقيقي عندهم الاحتراف والحرفنة والحرفية، مسائل شكلية، أمّا المضمون، فما ولدت بعد الوسائط الغربية التي تتجاوز بمقدار نانومتر الحدود التي حددتها اللوبيات.

السؤال: ما هي مواصفات «العظمة» في تلك الوسائط؟ انتماؤها إلى دول عظمى، كشّافات أسماء إعلامييها التي تجعل عيون الرأي العالمي خفشاء، قدرة وصولهم إلى المعلومات التي «لا غبار على نشرها»، ولكنها تبدو «ضربة معلم»؛ لأن وسائط إعلام العالم النامي لا تصل إليها. أمّا الحقيقة فهي أن مصائب ضعفاء الأرض مردها إلى أحابيل وأباطيل روجت لها كبريات وسائل الإعلام. ضع قائمة لأكبر عشرين وسيلة إعلام عالمية، وأفدنا بالأدوار التي لعبتها في الكوارث التي حلّت بالعرب والمسلمين. عندئذ دعنا نفحص ماذا تعني عبارة الإعلام العالمي. هل المقصود الأكاذيب التي سقطت بها الأنظمة فصارت دولها مضرب الأمثال في الفشل؟.

إذا كانت تلك وسائط إعلام نزيهة وذات آراء تتحلى بالإنصاف والموضوعية وترى نفسها قدوة على الصعيد الإنساني، فلماذا نراها في المسرحيات الدولية الكبرى، تغدو جوقة واحدة في تنفيذ معزوفات المخططات الجهنمية؟ ألم تكن كذلك في احتلال العراق وتدمير سوريا وسحق ليبيا؟ لكن، في القضايا العربية، دائماً وأبداً «الحق على العرب». أمّا الخلية الدخيلة فسوء حظها جعل الجغرافيا البشرية تزرع العرب حولها، وحسن بختها وطالعها هو الذي أعمى بصائر الغرب عن رؤية مأساة فلسطين وفجائع العرب منذ وعد بلفور، أمّا الأبصار فإنها ترى وتمحو الذاكرة.

أمّا بعد، فالعالم سيتغيّر بالرغم من أوهام الواهمين أنه لن يتغيّر. موازين القوى جيوسياسياً وجيوستراتيجيّاً ستشهد تحولات كبيرة، تدريجاً أو مع صدامات، بالتالي سيتغيّر الإعلام العالمي مضموناً، كما سيتغيّر شكلاً ولا شك بالتقانات وأنظمة الاتصالات المستقبليّة. بداهة، على العرب أن يفكروا في مستقبل إعلامهم ووسائطه. لكن الأهمّ الذي على مراكز البحث العكوف عليه، هو: هل النظام العربي بأشكال تفككه قادر على دخول العقود المقبلة؟ هذه هي المسألة.

لزوم ما يلزم: النتيجة المرآتية: هل فكرت الشعوب في كيفما تكونوا يكن إعلامكم؟

جريدة الخليج