د. محمد عبدالله المطوع – بقلم إبراهيم الهاشمي

ابراهيم الهاشمي

تسبق بشاشته ولطفه أي مكان يوجد فيه، حتى وهو يُلقي محاضراته أو ندواته أو يقدم مناسبة من المناسبات، صديق الجميع بهدوء صاخب مميز، له حضوره الأدبي والاجتماعي والإنساني على الساحة الإماراتية، فمنذ أن درس محمد المطوع علم الاجتماع في الكويت وتخرج في جامعتها واستمر في رحلة التحصيل العلمي حاصلاً على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة ردنج، ثم ناشراً للعلم والمعرفة في جامعة الإمارات، عبر تدريسه في أروقتها لكثير من المواد مثل علم اجتماع المعرفة، وعلم الاجتماع الصناعي، وعلم الاجتماع السياسي، ومجتمع الإمارات، وغيرها من المواد المتعلقة بعلم الاجتماع، حتى أصبح وكيلاً لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومشرفاً على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه، وناقش الرسائل العلمية.

أسهم محمد المطوع في تأسيس جمعية الاجتماعيين، وكان عضواً في مجلس إدارتها لدورات عدة، ورئيساً لتحرير مجلة شؤون اجتماعية الصادرة عن الجمعية، ومؤسساً لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومشاركاً في مجلس إدارته أيضاً لعدة دورات، ورئيساً لتحرير مجلة دراسات لسنوات عدة، وعضواً في مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، واستشارياً في مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الإعلامي.

وفي التأليف صدر له كتاب «التنية والتغيير الاجتماعي في الإمارات»، ثم كتاب «بهدوء»، وكتاب «المشكلات الاجتماعية في الإمارات»، وكتاب «هموم مواطن عربي»، وترجم كتاب «الثقافة الاستهلاكية والاتجاهات الحديثة» لمايك فيذرستون، إضافة إلى كثير من الأبحاث والدراسات العلمية والفكرية، وكتابة المقالات في العديد من الصحف والمجلات، والمشاركة في المؤتمرات والندوات داخل وخارج الدولة.

شعلة من نشاط وعطاء ترافقها دائماً ابتسامة ود، يتعامل مع الجميع بأصالة وترحاب، يحب المشاكسة التي لا تجرح؛ بل تفتح آفاق الصحبة والمودة، فجأة غاب عن الحضور، افتقدته أروقة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وفعالياتها، افتقدته الندوات والمحاضرات والأمسيات والمعارض، افتقدناه واحداً من الشخصيات الفاعلة في المشهد الثقافي والعطاء الاجتماعي والمعرفي، ومع البحث والتقصي والسؤال نكتشف أن هذا الصديق مر ويمر بوعكة صحية أجبرته على الغياب، قسراً، لا رغبة، وهو الاجتماعي بطبعة وعلمه ومعرفته. غاب دون أن ننتبه، توارى عن الساحة التي أحب بقلبه ووجدانه وعطائه، تاركاً اسمه بصمة في كل مكان حضر فيه، ومحبته في قلب كل من عرفه. ندعو الله العلي القدير أن يمن عليه بالشفاء والصحة والسلامة، وأن يعود إلينا كما عرفناه دائماً، شعلة عطاء مستمر.
أخي الصديق العزيز الدكتور محمد عبدالله المطوع، لك المحبة من كل القلب، شفاك الله وعافاك.

جريدة الخليج