الـدورة الحادية عشرة : 2008 – 2009
الإنجاز الثقافي والعلمي

اللوحة للخطاط : حاكم غنام – العراق

بيان مجلس الأمناء:

 

 في ضوء المرشحين لنيل جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للإنجاز الثقافي والعلمي في دورتها الحادية عشرة 2008-2009، وبعد اجتماعات عدة لمجلس الأمناء اطلع خلالها على كافة المرشحين لنيل الجائزة، وفي إطار إنجازاتهم المختلفة. قرر مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علـي العويـس الثقافـية في جلستـه المنعقـدة يـوم الأربعاء الموافق  23/12/2009، منح جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لهذه الدورة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)

 إن قرار المجلس بمنح هذه الجائزة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ، جاء لدور سموها في تحقيق إنجازات عديدة، صبت جميعها في خدمة المرأة، لا على مستوى الدولة فحسب، بل وعلى المستوى الإقليمي والدولي، إذ حظى ملف المرأة محلياً وعربياً ودولياً باهتمام خاص في فكر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وكان منهجاً يومياً وعملياً ساعد القيادة السياسية في دولة الإمارات على تحقيق المنجزات التي تمتعت بها المرأة على كافة الأصعدة، وباعتبار سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك سيدة استثنائية في تحقيق فكرها التنويري والريادي لبنات جنسها دون الخروج عن المبادئ والقيم التي تحكم المجتمع دينياً واجتماعياً. فعلى الصعيد المحلي كان ملف المرأة عند سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، هو إستراتيجية عمل انعكست نتائجه على المرأة الإماراتية بشكل خاص وواضح، ما حظيت المرأة معه بالاهتمام والرعاية الايجابية، وانطلقت لتتحمل مسؤولياتها المتعددة، وبجهود سموها أحدثت تغييراً ملموساً في حياة المجتمع الإماراتي بمنح المرأة هذه الأدوار المكملة لأدوار الرجل ومتممة لها في بناء مجتمع متوازن ومتميز

 بدأ عمل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ، منذ اقترانها بالمغفور له بإذن الله سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، ومع بداية تأسيس الاتحاد، بتأسيس جمعية النهضة الظبيانية، ثم مع الاتحاد النسائي العام الذي أصبح مظلة تجتمع في ظله كل الجمعيات والمؤسسات النسوية، وعليه فقد شهدت الحركة النسائية في الإمارات، عقب تأسيس الاتحاد النسائي العام، عام 1975، تطوراً  كبيراً نقل المرأة ودورها إلى صدارة اهتمامات الدولة

ولعبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك دوراً ريادياً في الارتقاء بالعمل النسوي تجلت بمبادرات سموها في العديد من مناشط الحياة مثل: – رعاية المرأة الإماراتية ونيلها حقها في التعليم بكافة مراحله، وحقها في العمل بمختلف اتجاهاته وحقوقه، مما أوصل المرأة إلى المراكز القيادية العليا بتبوئها أعلى المسؤوليات في الدولة، واحتلت مواقعها الطبيعية كسفيرة للدولة، وعضو للمجلس الوطني الاتحادي، وقاضية، ووزيرة، بل وتقوم المرأة الإماراتية اليوم بأدوار فاعلة في السلطات السيادية الثلاث (التنفيذية، والتشريعية، والقضائية) واحتلت أربع وزارات هامة في مجلس الوزراء ومجموعة من القاضيات في المحاكم الابتدائية ووكيلات للنيابة، إلى جانب تعيين عدد من السفيرات

إن تاريخ سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ونشاطها يؤكد أنها المرأة الأولى في الدولة التي دعمت الحركة النسائية في الإمارات، فمنذ تأسيس الاتحاد النسائي عام 1975، وتسلمها قيادته عملت جاهدة ، ومن خلاله بالتعريف بأهمية عمل المرأة، وبالنهوض بها في كافة الجوانب

كانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك نموذجاً حياً لصمود المرأة الإماراتية ضد العادات والتقاليد البالية التي كانت تحجم وضعها ودورها وحصرها في زاوية ضيقة، وكان لنشاط سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الدور الأساسي والفاعل لاتخاذ الإجراءات وسن القوانين والأنظمة على مستوى الدولة لتساعد بنات جنسها للولوج إلى الحياة العامة دون المساس بالقيم الأخلاقية والدينية الإسلامية

نجحت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في تشجيع المرأة على إبراز مهاراتها القيادية في مجالات متعددة قد يكون أبرزها، مجال التعليم، حيث يمثل التعليم حجر الزاوية في تقدم أي مجتمع، خاصة وقد ضمنت لها قوانين الدولة مجانية التعليم في كافة مراحله

أما في مجال المشاركة السياسية فقد شاركت المرأة بنشاط  في العملية السياسية وفي اتخاذ القرار العام من خلال وجود أربع وزيرات في الحكومة الاتحادية وحوالي 9 نساء في المجلس الوطني (البرلمان) المكون من 40 عضوا

كما تشارك المرأة بفعالية من خلال وجودها في كافة الوزارات والهيئات الحكومية.  أما في مراكز القيادة فهي تشكل حوالي 30% حسب الإحصائيات الرسمية

ساهمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في تشجيع المشاركة الاقتصادية للمرأة الإماراتية وخوض المشاريع الخاصة الأمر الذي ساهم في التقليل من البطالة والاعتماد التام على الدولة في توفير فرصة العمل

ولذا تضاعفت إسهامات المرأة في دعم الاقتصاد ولم يقتصر الدعم الذي تقدمه الدولة للمرأة على أمدادها بالمهارات الضرورية والحماية الأدبية فقط بل اتخذت كافة الإجراءات لحمايتها نفسيا وجسديا من خلال سن القوانين والتشريعات اللازمة التي تحمي المرأة سواء كانت مواطنة أو وافدة

فقد تم في عام 2005 وضع قانون الأحوال الشخصية الذي يحمي حقوق المرأة في المجالات الشخصية والشرعية وبالتالي يحفظ حقوقها وحقوق أبنائها

ترعى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وتتحمل مصاريف الدراسة العليا لمئات الطالبات المواطنات والعربيات في مجالات مختلفة ومتعددة في إطار نهجها الداعي إلى تطوير المرأة على النطاقين الوطني والقومي

ولسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك دور قيادي وريادي في مجال الحقوق المدنية والقانونية للمرأة لا يمكن إنكاره من خلال الاهتمام الخاص الذي أبدته سموها لقانون الأحوال الشخصية حتى لحظة إقراره

ونتيجة لجهود سموها، وحماس المرأة الإماراتية فقد أشاد التقرير الخاص ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2007 حول الأهداف الإنمائية للألفية بالنتيجة الايجابية لسياسات دولة الإمارات الرامية لتحقيق أهداف محددة في عدد من المجالات بما فيها تمكين المرأة، كما أهتم بالتشريعات القانونية التي تحمي المرأة من التمييز الجنسي والنوعي في مجالات التعليم والتوظيف والخدمات الضرورية

ويوضح التقرير  أيضا أنه بالإضافة إلى النمو الاقتصادي حققت المرأة في دولة الإمارات مشاركة ايجابية في المجال الاجتماعي وفقا لمؤشر التنمية البشرية لعام 2007/2008 الخاص ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فقد احتلت المرأة في دولة الإمارات المرتبة 43 بين 177 دولة ، والمرتبة 29 عالميا في مقياس تمكين المرأة وهي المرتبة الأولى خليجياً وعربيا

وفي مجال مكافحة العنف ضد المرأة لعبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك دوراً مهماً في سن التشريعات اللازمة . كما تبرعت سموها بقطعة الأرض اللازمة لبناء مركز إيواء للمرأة التي تتعرض للعنف الأسري أو من ضحايا الاتجار بالبشر دون تمييز لجنسية الضحية

ونتيجة لجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك محلياً وعربياً ودولياً في العمل النسائي والخيري والثقافي والإنساني حصلت سموها على الكثير من التقدير والتكريم الذي تمثل في عدد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية . فقد حصلت سموها على أربعين جائزة وميدالية وشهادات تقدير تكريماً لجهودها وإسهاماتها البارزة في مجال العمل العام ، كما كرمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من قبل ست منظمات تابعة للأمم المتحدة تقديرا لجهودها في دعم قضايا المرأة ومحو الأمية ورعاية الأمومة والطفولة وذوى الاحتياجات الخاصة والمسنين والأيتام عام 1997

وفي عام 1999 منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” ميدالية ماري كوري لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تقديراً لجهودها في المجالات الثقافية والإنسانية

وفي مارس  عام 2000 أطلقت سموها مبادرة إنشاء صندوق المرأة اللاجئة  وفي 4 أبريل 2001 قلدتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شعار المفوضية الذهبي الذي يمنح للشخصيات البارزة في مجال إغاثة اللاجئين

وفي إبريل 2005 تم منحها لقب ” أم الإمارات “،  كما منحها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي جائزة العمل للإنجاز الثقافي والإنساني في مايو 2005، وفي ديسمبر من العام نفسه منحها سموه جائزة العمل التطوعي، وحصلت أيضاً على العديد من الجوائز المحلية وفاءً لها من أبناء الإمارات، وشهدت سموها في إبريل 2007 حفل تكريم منظمة الأمم المتحدة لها، كما منحتها المجموعة العالمية للقلب والتي تضم حوالي 300 طبيب وجراح من مختلف أنحاء العالم جائزة الشخصية الإنسانية العالمية تقديرا لجهودها وحرصها على تخفيف معاناة المرضي. وإلى جانب التقييم العالمي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ودروها الريادي والتأسيسي في الحياة العامة للمرأة والمجتمع على المستويات المختلفة محلياً وعربياً وعالمياً، فقد كان لها دور مؤثر وواضح على المتغيرات التي طرأت على حياة المرأة العربية من كافة النواحي خاصة من خلال دعم ورعاية سموها ورئاستها لمنظمة المرأة العربية في القاهرة لسنوات ثلاث، وحتى عام 2009، وهذا الدور ينصب أيضاً في نشاطها على مستوى العالم إذ قامت سموها برعاية ودعم العديد من الأنشطة التعليمية والإنسانية والخيرية في دول كثيرة في قارتي أسيا وأفريقيا وقارات أخرى الذي عزز مكانتها المحلية والإقليمية ومنحها دوراً، ومكاناً على مستوى العالم بل وأدخلها التاريخ المعاصر سيدة استثنائية نذرت حياتها بالكامل لخدمة الإنسان أينما ولُد وعاش

 ولكل هذا ولكافة المنجزات الحضارية والإنسانية والتي يعتبرها المجلس إنجازات ثقافية وتنموية، قرر مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية منح سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي للدورة الحادية عشرة 2008-2009

مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية كتب في دبي يوم الأربعاء 6 محرم 1431هـ، الموافق : 23 كانون الأول (ديسمبر) 2009م .