عبدالعزيز المطوع

ابراهيم-الهاشمي

هل يكفي أن أحزن لغيابك؟ هل يكفي أن أبكيك؟ هل يكفي أن أقرأ كل ما كتبت لأستعيدك؟ هل يكفي أن أحلم بك لتكون معي؟ هل يكفي أن أتناسى وأقول إنك مسافر وستعود لنا لا محالة؟ هل يكفي أن أفتح ألبوم الصور لأستعيد أحلامنا، أم أقرأ رسائلنا وأحصي ما كتبت وما دونت وما نشرت، أم أغمض عيني مستسلماً مسلماً وأترك القلب ليمسح ألمه دمعة دمعة، وجعاً وجعاً، يختصر المسافة بين الحضور والغياب مقبلاً جبينك، ومستودعاً الله دينك وعملك وخواتيم أعمالك، هامساً في أذنك بسلامٍ خاص لكل الأحبة الذين غادروا قبلك؟.

أي غصة تركت في حلقي وأنا أسمع نبأ رحيلك أيها البديع المبدع البهي، كيف طاب لك هكذا أن تتركنا لا نجيد إلا اجترار ذكرياتنا معك، كل منا يقول أنا الأقرب منه والأحب إليه والأكثر تواصلاً معه، نتباهى بك فينا، فكيف أغمضت عينيك أيها العزيز دون أن أطيل النظر فيهما؟.

تعب القلب من التشظي والانفطار على فراق الأحباب.. لم يعد فيه من متسع وطاقة، فكيف لي أن أحتمل غيابك، فلست فقط ابن خالتي بل ابن أمي «النايه»، أخي وشقيق قلبي وروحي، معلمي وأستاذ إلهامي.. أرسم على خطاك، أحاول تقليد خطك الجميل، أتعلم أبجديات التصوير على يديك، أستنطق المعرفة صغيراً من خلال قصصك ومجلاتك التي تصنعها بنفسك لتنشر الوعي بيننا، وأستلهم الوعي كبيراً من كتبك ومقالاتك، أقرأك حرفاً حرفاً وأجمع كل ما تنشره.

كيف رحلت ونحن على موعد لم ننجزه لمراجعة حفظ ذاكرة قصصك ومقالاتك وأشعارك، كيف تركتني وحيداً أبكي مع قراءة كل ورقة.

هل كان من الممكن أن أتربص لملك الموت أستعطفه تكراراً ومراراً أن يغير خط سيره أو يتأخر في تنفيذ ما أمره الله به، أو أن يأخذ من عمري عمراً فيمنحك إياه لتبقى معنا أطول وأكثر، ليت ذلك كان بيدي لما توانيت أبداً.

أجزم بأنك رأيت معراج النور المتصل ما بين الأرض والسماء، فآليت إلا الكتابة عن الرحمة المهداة الذي أرسله الله رحمة للعالمين فكان كتابك «قصة النبي محمد» صلى الله عليه وسلم جوهرة عقد مؤلفاتك وخاتم مسيرة حياتك، وصهيلك الخير الذي عبرت به ممسكاً بحبل النور إلى باريك وإلى الحبيب المصطفى.

إن العين لتدمع والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا «عبدالعزيز» لمحزونون.

عبدالعزيز المطوع