هوية الإنسان والمكان في الرواية الإماراتية

بديعة الهاشمي

تمتاز الرواية بطاقة فائقة للتعبير عن قضايا الإنسان وهمومه في أي زمان ومكان، كما تنفرد بإمكاناتها التقنية لسرد تفاصيل الحياة، فهي من أقدر الفنون السردية على التعبير عن الأوضاع الثقافية والاجتماعية وأحوال النفس الإنسانية، والكشف عن الهويات الفردية والاجتماعية في أي عصر من العصور، لذا فقد أصبحت أداة من أدوات البحث في العلوم الإنسانية، فعاد إليها المختصون في علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الإنسان والتاريخ للبحث فيها، والاستفادة من معطياتها ومعالجاتها.

وقد وصف الناقد د. عبدالله إبراهيم الرواية بأنها فن دنيوي، تنشد إقامة صلة مع العالم بواسطة التمثيل، موضوعها الإنسان في أحواله المختلفة.

فالمؤلّف يُنشئ في روايته مجتمعاً سَردياً، وخليطاً متفاعلاً من الشخصيات، في العالم الافتراضي الذي تتضارب فيه الآراء والمواقف والأفعال حول موضوع ما، ولذا كان هذا الفن وسيبقى واحداً من القواسم المشتركة للتجربة البشرية.

فمن خلاله يتعرّف الناس على أنفسهم وعلى سواهم، بصرف النظر عن اختلاف وظائفهم وأنماط حياتهم، وأماكنهم الجغرافية والثقافية وظروفهم الشخصية.

وتجدر الإشارة إلى أن الرواية الإماراتية استطاعت – منذ نشأتها – أن تعكس التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية والنفسية للإنسان الإماراتي بصورة خاصة والإنسان العربي بصورة عامة.

وقد شغل موضوع الهوية عدداً كبيراً من كتّاب الرّواية في الإمارات، خاصة في ظل تبعات الانفتاح الاجتماعي والثقافي والتقني وآثاره الواضحة في حياة الفرد والمجتمع، إذ كانت أسئلة الهوية المتجددة، ومحدداتها المتغيرة ما بين الثابت والمتحول، محطّ اهتمام عدد من الروائيين من الرواد والجيل الوسيط، في السنوات التي تلت انفتاح المجتمع على الآخر على وجه التحديد، والتي شهدت تحولات وتغيرات سريعة في مناحي الحياة كافة.

وقد جاء هذا التناول بصور عديدة، فمنهم من هدف إلى تأصيل هوية الإنسان الإماراتي وتعزيزها، وترسيخ مقوماتها، والتأكيد على عناصرها، ومنهم من كشف عن القلق والمخاطر التي تتهدد هذه الهوية، فعمد من خلال المضامين إلى التنبيه من مآلات تعرض الهوية إلى التغيير أو التشويه.

يقول أليكس ميكشيللي Alex Mucchielli: «إن إدراك الجماعات للعناصر المشتركة، والتي تندرج في التاريخ المشترك لكل جماعة، يؤدي إلى ولادة الإحساس بالهوية الجمعية ونموه.

فالشعور بالهوية الجمعية ينطلق من ذكريات تتصل بالتجارب الانفعالية والوجدانية المشتركة، وما يحدث في إطار الجماعة يرتبط بأحداثها الماضية».

واستناداً على هذا المبدأ شيّدت الكاتبة الإماراتية أميرة بوكدرة البناء السردي في روايتها «التأمور»، إذ اعتمدت على الذاكرة الجمعية الخليجية بشكل عام والإماراتية بشكل خاص، وذلك على الصّعيد الاجتماعيّ والاقتصاديّ والثّقافيّ.

فمبتدأ أحداث الرواية يعود إلى الماضي البعيد في تاريخ منطقة الخليج العربي، زمن الغوص على اللّؤلؤ، وتحديداً رحلة الغوص الأولى لبطل الرواية «راشد» التي رافق فيها والده، والتي يستذكرها عن طريق تقنيّة الاسترجاع / الفلاش باك، وقد كانت هذه الرحلة هي الأخيرة في تاريخ المنطقة في الوقت نفسه، فبانتهاء تلك الرحلة وعودة الغاصَة أُعلن: «بضربة مدفع عن حلول «القُفّال» وانتهاء موسم الغوص الذي كان الأخير في تاريخ الغوص لمدينة دبي».

تجري أحداث الرواية الفعليّة في الفترة ما بين بداية عقد الستّينيّات وبداية الثّمانينيّات من القرن الماضي، وتستعرض أبرز التحوّلات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة التي استجدّت فيها، مثل: آثار الحرب العالميّة الثانية على المنطقة، والانتداب البريطاني في دول الخليج العربي، وظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني وأثره في اندثار مهنة الغوص على اللؤلؤ التي كانت مصدر الرزق لأهالي المنطقة، الأمر الذي أجبر كثيراً من أبناء الخليج، وتحديداً في «الإمارات المتصالحة» آنذاك للسفر إلى البلدان الخليجيّة التي سبق فيها اكتشاف النفط، مثل: البحرين والكويت.

فضلاً عن تصوير العلاقات الأخويّة المتينة التي ربطت بين أبناء دول الخليج العربي في تلك السّنين الصّعبة، والتي تمثّلت في حفاوة استقبالهم لمن وفد إليهم، وتهيئة فرص العمل لهم، وتأمين السكن والتعليم لأخوتهم، إلى حين عودتهم إلى أوطانهم.

وهو الإطار الحميم الذي حرصت الكاتبة على تصويره في الرواية بكل واقعيّة ودون مبالغة، من خلال ما لَقِيَه «راشد» من حفاوة الاستقبال في البحرين – التي «عمّها خير النفط»، وذلك بعد رحيله من موطنه «دبي» باحثاً عن فرصة عمل جديدة.

فضلاً عن تصوير الروابط الاجتماعيّة الخليجيّة، والتي تأصلت بالزواج والنسب بين عائلتي «راشد» الإماراتي و«عيسى» البحريني، وهي حقيقة متأصّلة وظاهرة اجتماعيّة مستمرة إلى يومنا هذا بين العوائل في المجتمعات الخليجية.

ونجد الكاتبة -على مدار الرواية – حريصة على تأكيد الهويّة الخليجيّة المشتركة وتصوير أدق تفاصيلها، والمتمثلة في العادات والتقاليد الأصيلة والمصير المشترك، والبيئة المتشابهة من حيث الظروف الاجتماعيّة والثقافية والاقتصاديّة.

كما تحضر اللهجات الخليجيّة المحليّة في حوارات الشخصيّات، والتي جاء شرح بعض مفرداتها في فهرس ملحق بالرواية، مثل: «البوم، والجالبوت، والنّوخذة، والتّبابين، والسّيب، والنّهّام، والبراجيل».

ويتضح حرص الروائية على تصوير العلاقة المتجذّرة بين أبناء الخليج العربي من خلال توظيف الحوار بين شخوص الرواية بشكل واقعي، ومن ذلك ما جاء في هذا المشهد الحواري:

«أدرك راشد من لهجته أنه بحريني. أجابه:
ـ أنا غريب عن البلاد، من دبي، وأحتاج مكاناً للسكن.
ـ غريب؟ أفا عليك يا خوي، أنتم واحنا واحد. حيّاك الله في بلادك الثانية.
قالها الشّاب وهو يمدّ يده مصافحاً راشد بكلّ ترحيب. ثم سأله:
ـ أنت عزوبي؟
ـ حاليّاً نعم، هَلِي بيلحقوني متى سمحت الظروف.
ـ ما شاء الله، تعوّدنا بين الفترة والثانية نشوف ناس من الإمارات هني ونساعدهم.
ـ هذا من طيبكم».
كما كانت الهويّة المكانيّة بمكوّناتها الجغرافيّة وتضاريسها وأسمائها مصوّرة بوضوح في الرواية، القديمة منها والحديثة، كالإمارات المتصالحة، والشارقة، وخور دبي، والمنامة، وباب البحرين، والحِدّ، وجسر الشيخ حمد، والمحرّق، وعوالي، وغيرها.

كما لم تغفل الروائية عن الإشارة إلى الأحداث التاريخيّة المهمّة التي جرت إبّان الفترة التي صوّرتها أحداث الرواية، إذ وُظفت بشكل فنيّ واعٍ للتأكيد على الهويّة التّاريخيّة الإماراتيّة وتجذّرها في الهوية الخليجيّة والعربيّة، بالتعبير عن الانتماء والمصير المشترك والهم الجمعي الواحد، فتقول على لسان الراوي:

«ما إن قاربت السّنة على الانتصاف حتى اجتمعت على راشد نكستان. نكسة شاركه فيها العالم العربيّ بأسره. نكسة سبقتها ستّة أيام مرّت على العالم العربي وعلى أهل البحرين، وكلهم آذان صاغية لإذاعة «صوت العرب» من القاهرة؛ لمتابعة أخبار الجيش المصري وتحرّكاته منتظرين دخوله إلى القدس… صحب هذا الترقّب تظاهرات اندلعت في شوارع البحرين…».
هذا الرجوع والاستناد إلى الماضي الذي مثلته أميرة بو كدرة في روايتها «التأمور» هو سعي منها لتأكيد الهويّة الجمعيّة الإماراتيّة والخليجيّة، وهو تصوير لتاريخ الفرد والمجتمع الإماراتي والخليجي المشترك، إذ إن حاضر المجتمع -عادة – مرهون بما حفظته الذاكرة من أحداث الماضي.

وهو ما يؤكده عبدالله العرويّ في كتابه «الأيديولوجيا العربية المعاصرة»، في أن تعريف الذات يُلجئ الناس إلى الماضي ليحتموا بالتّاريخ ويؤكدّ لهم هويتهم، حين تعود الأصالة مجرّد سعي يغذيه الحنين، فتصبح مرادفة للاستمراريّة التّاريخية، باعتبار أن هويتنا هي ما خلّفه لنا أسلافنا.

إن الهوية ليست شيئاً جامداً، فالمفهوم ثقافيّ فكريّ ديناميّ، يرتكز على جانبين؛ الأول: ثابت وموروث، والآخر: متغيّر ومكتَسَب ومُتحرّك.

والهويّة في تحرّكها وتطوّرها تتغيّر بشكل تدريجي، خاصة في ظل التّعددية الثقافيّة التي تقوم عليها المجتمعات المفتوحة، والتي تعترف بقيم الاختلاف والتّنوع والتّسامح واحترام ثقافة الآخر، كما هو الحال في المجتمع الإماراتي.

وقد تتعرّض الهويّة في إحدى مراحل تطوّرها إلى صدمات قد يطول الوقوف عندها أحياناً، ومن ثمّ يتمّ تجاوزها. صدمات نفسيّة أو عاطفيّة على الصّعيد الفَردي، أو ثقافيّة واجتماعيّة على الصّعيد الجَمْعي.

وقد استطاعت الروائية الإماراتيّة صالحة عبيد أن تقدّم صورة لهذه الصدمات النفسيّة النّاتجة عن التحوّل في الهويّة في روايتها «دائرة التّوابل»، عبر تصوير ما تشعر به إحدى شخصيّات الرواية «شريهان».

فقد بُنِيَت الرّواية على ثلاثة خطوط سرديّة، أحدها: تاريخيّ قديم يعود زمنيّاً إلى القرن الثالث الهجري أيام العصر العبّاسي، والثاني: يعود بالقارئ إلى دبي القديمة في عشرينيّات القرن الماضي، والأخير: معاصر حديث تقع أحداثه مكانياً ما بين دبي وإدنبرة.

ويتضح التركيز على مسألة الهويّة في الرواية في الخطّين الثاني والثالث، فحينما يعود السّرد إلى الزمن الماضي (دبي في العشرينيّات والثلاثينيّات من القرن الماضي) مع بطلته «شمّا»، تحضر أصالة المكان/ دبي، بجغرافيّته وسماته العمرانيّة القديمة، كما يحضر الإنسان بهيئته الخارجيّة التراثيّة، وارتباطه بالمكان الذي ينتمي إليه ويعكس هويته، وذلك من خلال ملابسه ولهجته ومهنته التي تعكس ملمحاً مهمّاً من تاريخ المكان وعادات أهله.

ترسم صالحة عبيد شخصيّة «شمّا» على هيئة منسجمة مع ذلك المكان والزمان، لتعكس جانباً من هوية الإنسان آنذاك:

«تحفظ شمّا، الفتاة الضئيلة بمخوّرتها الملوّنة المشوبة بعفرات تراب خفيفة من جرّاء حركتها المستمرّة والسّروال المذهّب تطريزاً، عن ظهر قلب، تعرّجات السّكك الضيّقة المتداخلة في كليهما، وتداخُل الروائح بسطوع المعادن التي تنعكس فيها شمس ضفّة «ديرة» اللاّهبة على امتداد خور«دبيّ» الشّمالي».
وبرعت صالحة عبيد في رسم صورة المكان/ دبي الذي كان منفتحاً على هويّات عديدة من قديم الزمان، ولايزال كذلك إلى يومنا هذا. فالأنا متجاورة مع الآخر، بهيئته المختلفة ولغته الأجنبيّة وثقافته المغايرة. هو تجاورُ تعارف وانسجام وتسامح وانفتاح وتجارة مشتركة، لا تجاور صراع أو عنف أو تهديد، تقول على لسان الرّاوي:
«تختلط ألوان الوجوه حتى تنصهر جميعها في لون مَنْ سَفَعتْهُ الشمس، بين حُمرةٍ متوهّجة لبعض الإنجليز، وسُمرة متوسّطة لأهالي المكان والهنود، وأخرى داكنة عكسها حضور القارة الأفريقيّة في هذا المكان القصيّ من آسيا، تتمازج اللّهجات واللّغات، وتنسجم في نسيج من التفاهم الذي يعرفه أهل السّوق، أهل الضّفاف المنفتحة على كلّ شيء، والتي لا غربة فيها ولا غريب».
لكن هذه الصورة الوادعة الهادئة للمكان تتغيّر حينما تنتقل عدسة السّرد إلى الزمن الآني من منظور بطلته «شريهان»، إحدى حفيدات «شمّا» من بعيد.

فالمكان لم يعد كما كانت تراه الجدّة، ولم يبقَ من صورة دبي القديمة إلا رسمٌ قليل، ومساحات محدودة، كان يلجأ إليها «ناصر» زوج «شريهان» إذا أراد أن يختلي بنفسه، في زمن تبدّلت فيه هويّات الأشياء والناس بشكل متسارع، فثمّة أماكن لاتزال تحتفظ بصورتها القديمة، ولم يغيّبها التطوّر والعمران، ومنها شاطئ البحر. تصفه قائلة:

«وكثيراً جدّاً ما كان يقضي ساعات طويلة أمام البحر، جائعاً إلى رؤية البحر باستمرار، كأنه شخص قد حُرم منه… كان مُشاهَداً بشكل دائم على شاطئ «جميرا»، أو سابحاً في بحرها، وفي الوقت الذي كانت تتبدّل حوله هُويّات الأشياء والأشخاص بسرعة، راح يطبع على البحر هويّة خاصة، جعلت الذين يقصدون هذا البحر باستمرار يربطون بينهما بشكل لا قصدي».
إن التحوّل والتبدّل في هويّة المكان وإن بدا شكليّاً وظاهريّاً، فإنه يرمز – بلا شك – إلى التّغير الذي طال هوية الإنسان فيه، وطبع عاداته وسلوكياته اليوميّة.

تغيّر بلغ درجة كبيرة وواضحة جعلت «شريهان» تستنكره في أحوال وهيئات من حضرن لتعزيتها في وفاة والدتها، فهواجس التّبدل المفاجئة والمقلقة لم تفتأ تهطل على ذهنها في تلك اللحظة، وانهالت عليها تساؤلات عديدة وهي ترى واقعاً غريباً لم تألفه من قبل في مثل هذه المواقف الحزينة.

فراحت تتساءل: هل اقتصر الأمر على هجران الأماكن التي بقيت على طابعها القديم، أم أن الناس قد هجروا قيمهم الموروثة، فذابت هويتهم وتلونت عاداتهم بسبب الانفتاح والاختلاط بالثقافات الأخرى؟

حاولت «شريهان أن تجد إجابات لأسئلتها، وأن تفسّر المفارقات العجيبة التي لاحظتها، لتهتدي في نهاية المطاف إلى أن النّجاة بالذّات لا تتحقّق من خلال المادّة والهيئة الخارجية الخادعة، إنما تكمن في العودة إلى الذّاكرة المغروسة في نفوس الجميع، والمتأصّلة في جيناتهم بالوراثة، تقول:
«ماذا لو أنها تأخذهنّ جميعاً إلى ذلك المنزل المتهدّم لتشرح لهنّ أن الذاكرة الموجودة في جيناتهنّ جميعاً هي شيء مهما تهتّك ومهما تعالت حولهم الجمادات فهو غير قابل للاضمحلال، الذّاكرة مكوّنهنّ الحيويّ الوحيد والنّجاة الأكيدة».
يطرح أمين معلوف في كتابه «الهويّات القاتلة» تساؤلات في غاية الأهميّة، مثل: «كيف نَخوض الحَداثة دون أن نفقد هُويّتنا؟، وكيف نستوعب الثّقافة الغربيّة دون التنكّر لثقافتنا الخاصة؟، وكيف نكتسب مهارة الغرب دون البقاء تحت رحمته؟»، وهي أسئلة وجوديّة وثقافيّة لطالما شغلت بال المفكرين والمثقفين والمبدعين.

إن رواية «التّأمور» للكاتبة أميرة بوكدرة، ورواية «دائرة التوابل» لصالحة غابش وغيرها من الروايات الإماراتيّة التي بُنيت على ثيمة الهويّة، تحاول بشكل من الأشكال أن تجيب – ولو جزئيّاً – عن هذه الأسئلة، وهي بذلك تدلّ على إدراك واعٍ لدى الروائيين الإماراتيين المعاصرين لمسألة الهويّة بأبعادها وإشكالاتها.

إذ وجدوا في السرد الرّوائي الوسيلة الأمثل للتّعبير عن هذا الموضوع المهم، واستثمار القوة النّاعمة للأدب للتعبير عن قضايا الهويّة الشائكة وإشكاليّاتها المتعددة والمتجددة.

وهو أمر غير مستغرب على السّرد الإماراتي الذي كان – منذ بداياته – مواكباً لقضايا الإنسان وهمومه وتطلّعاته وأفكاره، معبّراً عنها بصدق وشفافية وواقعيّة.

الأمر الذي يبشّر بمستقبل مشرق لهذا الفن الأدبي، مع أقلام واعدة تحمل مسؤوليّة الكتابة وربطها بمجتمعاتها وإنسانها.