أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى  

أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى  

وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْ غَوَى!

أمَا عَالِمٌ، عَارِفٌ بالزّمانِ    

يروحُ ويغدو قصيرَ الخطا

فَيَا لاهِياً، آمِناً، وَالحِمَامُ      

إليهِ سريعٌ، قريبُ المدى

يُسَرّ بِشَيْءٍ كَأَنْ قَدْ مَضَى،  

ويأمنُ شيئاً كأنْ قد أتى

إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُورِ    

تيقنتَ أنكَ منهمْ غدا

وأنَّ العزيزَ، بها، والذليلَ    

سَوَاءٌ إذا أُسْلِمَا لِلْبِلَى

غَرِيبَيْنِ، مَا لَهُمَا مُؤنِسٌ،    

وَحِيدَيْنِ، تَحْتَ طِبَاقِ الثّرَى

فلا أملٌ غيرُ عفوِ الإلهِ       

وَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْ مَضَى

فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً تَنَالُ؛   

وإنْ كانَ شراً فشراً يرى

 

أبو فراس الحمداني

932 – 968 م