«العربية» لغير العرب

ابراهيم-الهاشمي

نتائج هذه المبادرة كما عرفت فاقت المتوقع، والرغبة لدى الموظفين غير العرب في تلك الشركة كانت مبهرة، ونتائج الدورات التي عقدت والتدريب الذي حقق الكثير من الأهداف المبشرة والإيجابية في تعميق فهم اللغة العربية لدى الآخرين. 

هذه المبادرة الخلاقة التي تجيء عبر شركة من شركات القطاع الخاص، هي مبادرة نوعية ومهمة ولها أبعادها التوعوية والثقافية والإنسانية والاجتماعية، تصوروا نتائج هذه المبادرة على كل المستويات ومدى تأثيرها في المقيمين بيننا من الجاليات غير الناطقة باللغة العربية.

 تصوروا كذلك لو أن جميع مؤسسات وشركات القطاع الخاص خصصت جزءاً من ميزانية التأهيل والتدريب لديها لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الموظفين، ومردود ذلك سواءً في نشر لغتنا بين المقيمين بيننا وما يمكن أن يخلقه ذلك من تجانس ووعي بديننا وثقافتنا وطبيعة مجتمعاتنا وقوانيننا والمواقف السياسية لدولتنا، وما يمكن أن يفعله ذلك في منظومة التعامل والتواصل بين الناس، ومدى المساهمة في انتشار اللغة العربية، وبشكل إيجابي وسهل وسلس، ومدى التأثير الذي سيحدث في أولئك المتعلمين للعربية وأسرهم وأصدقائهم.
 هذه المبادرة لا تنحصر فقط في تلك المؤسسة التي أطلقتها بل إن نتائجها تتجاوز حدود المكان وتأثيرها الإيجابي أبعد من ذلك بكثير. 
مبادرة كهذه تستحق ليس الدعم فقط بل تستحق أن تنشر ويتم تبنيها على نطاق واسع، خصوصاً من الجهات المعنية المختلفة سواءً كانت حكومية أو أهلية.
 كل الشكر لتلك الشركة على قمة وعيها بدورها الاجتماعي، وعلى هذه المبادرة التي نتمنى أن تجد الصدى وعلى نطاق واسع.

«العربية» لغير العرب
جريدة الخليج