كتابان عن الحب – بقلم د. حسن مدن

حسن مدن

كتابان أمامي الآن، كلاهما عن الحب. للدقة كلاهما عن الحب في حياة وأدب المشاهير من الكتاب والفنانين والمفكرين. جرعة كبيرة من الفضول تنتاب القراء للتعرف على هذا الوجه من حياة أولئك المشاهير. عمّ نفتش حين ننصرف إلى قراءة الفصول المجهولة من حياة هؤلاء في علاقتهم بالنساء اللائي أحبوهن أو تزوجوهن، ويصح العكس أيضاً إذا اتصل الأمر بالمشهورات من النساء، حيث الفضول للتعرف على مَن مِن الرجال أحببن أو تزوجن.
المؤكد أن هناك كتباً كثيرة بلغات العالم المختلفة التي شغف واضعوها بهذا الموضوع، وكتبوها واثقين من أنها ستثير اهتمام القراء. هذا مؤكد، ولن نستطيع أن نحصي هذه الكتب. ومؤكد أيضاً أننا لن نستطيع في هذه العجالة التعريف بمحتويات الكتابين اللذين أمامي.
عنوان أحدهما: «الفنان والحب»، وواضعه هو علاء الدين وحيد، وهو صادر عن دار «سنابل» في مدينة المنصورة بمصر، وعنوان الثاني: «أجمل قصص الحب» وواضعه الدكتور ماهر شفيق فريد، وصدر ضمن سلسلة «كتاب الهلال».
أولى الكتاب الأول عناية بقصص حب الفنانين أكثر من قصص الأدباء والكتاب، لكنه لم يخلُ من قصص الأخيرين أيضاً، بمن فيهم الشاعرة الإغريقية سافو التي عاشت في القرن السابع للميلاد والمولودة في الأصل في جزيرة بالبحر المتوسط قريبة من سوريا حتى عدّها البعض شاعرة سورية، وعنها قال عباس العقاد إنها «أشعر الشواعر الغزلات».
فيما اهتم كتاب الدكتور ماهر شفيق فريد أكثر بتتبع الروايات التي كتبت عن الحب، مقسماً كتابه إلى جزأين، خصص الأول لروايات كتابٍ مصريين بينهم طه حسين وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس، فيما خصص القسم الثاني لأدباء عالميين من ألمانيا وبريطانيا وروسيا وفرنسا وإيطاليا وأمريكا وغيرها. ويتعذر علينا نقل أسمائهم كاملة هنا لكثرتها ولكن بينهم جوته، أوسكار وايلد، إيفان تورجينيف، جوستاف فلوبير والبرتو مورافيا.
ليس بوسعنا الانفصال ونحن نقرأ الكتابين عن إبداع من أتيا على ذكرهم. لذا تصادفنا عناوين روايات من نوع: «مرتفعات ودرنج» لإميلي برونتي، «مدام بوفاري» لفلوبير، «الحب الأول» لتورجينيف، «العندليب والوردة» لأوسكار وايلد، «لوليتا» لفلاديمير نابوكوف.
لا تنفصل حياة المبدع عن إبداعه. هذا ما يهتم الكتابان بتسليط الضوء عليه. يجب التفتيش عن الوجوه والحكايات التي ألهمت الفنانين والأدباء كي يبدعوا ما أبدعوا. 
أحد من تناولهم كتاب علاء الدين وحيد كان برتراند راسل الذي قال في سيرته الذاتية إن ثلاثة انفعالات وصفها ب «البسيطة» تحكمت في مسار حياته: «الحنين إلى الحب، البحث عن المعرفة، الشفقة على من يعانون». 
جريدة الخليج